دعيني أحبك.... بقلم الشاعر:: منذر حنا
دعيني أحبك
من وحي العمالقة : نيكوس كازانتزاكي ، نزار قباني ، رياض الصالح حسين
آمنت فيك بيوم القيامة
آمنت فيك ملاذاً للورى للسلامة
فأنّى رحلت وأنّى خبا وجهك عنا وغاب
سوف تؤوبين يوماً
وتلغين النوى والغياب
أيا طفلة العمر ،وقدة الروح ، توق الأماني
تعالي إلينا ؛ كفى استلاب
فقد دمر النفسَ النًوى والسراب
وصرنا على شفير الزمان ، نرهق القلب في الانتظار
ونحن على ثقة بالمجيء
وأنك آتية لا محال
ولكن الترقب ملً ، شحت زيوت القناديل
وبعدك غدا مؤلماً واستطال
وحلماً غائماً وبتنا نعاني
عذاب الحنين فلجّ السؤال
إلى متى تهربين ونحن نرنو إليك
بقلب الشباب ، بعشق الصبايا
ونزرع على كل المفارق
صوى وشموع ونشتل الأرض بالياسمين
علّ الليالي تعيد ائتلاق الحياة
وتطلق أسر النهار
*****&
آمنت فيك هوىً سرمديا وعشقاً سخيّا
آمنت فيك دعاءً حارقاً على شفتيا
أمنت كما المجدلية آمنت بالقيامة
فقام المسيح مع الفجر ، سائراً فوق عشب الربيع
وزغردت ملء الجوارح
رأته بعينيها ، فكيف يغيب وكيف يضيع
آمنت به فاستجاب
وهزت بإيمانها الثرِّ رسوخ الجبال
وأصبح واقعاً مترعاً بالحقيقة
*****
تعالي إلينا فقد بشم الصبر
وأصبحت أحلامنا وهماً ورؤيا صفيقة
(دعيني أبرهن أني أحبك
وان حضورك مثل حضور القصيدة
ومثل حضور المراكب والذكريات البعيدة
دعيني أبرهن أن حضورك في الكون
مثل حضور الحياة )
*****
منذ نشأت وأنا حالم بالوطن
وذقت الكثير الكثير
وعانيت مرّ العذاب وعصف المحن
يوم جاؤوا كوقع القضاء
في ظلمة الليل العميقة
وصادروا الحلم الأصيل الجميل
تبدد كغيمة صيف رقيقة
وأصبح همي بقايا كتاب
فجاؤوا مرة أخرى وغار الكتاب
فاستحال المدى لأرض يباب
ومن يومها أتوق لفسحة من حنين
أسطيع بها ؛ الغناء لعينيك
وصرت بنفسي بقايا أنين
ومعزوفة حرّى لناي حزين
لكنها عامرة باليقين
أو (نغمة أبحرت من وتر)
تعانق أرواح كل البشر
وما زلت أبحث عن موطن من كرامة
يداري الأنام
يعيش به الذئب
وينعم بالأمن فيه زغب اليمام
وما زلت أدعوك بكل كياني
لأني فقدت سواء السبيل
فقد أصبح عمري سبعين خوفاً
وتهت كما تاه ـ يوم ذاك ـ
الأمير الضليل
25/2/ 2020 منذر حنا
تعليقات
إرسال تعليق