أمـــــاه.... بقلم الشاعر:: منذر حنا


أمّاه

قد غام على أهدابك الحلم الرزين

قد غاب اشعاع القداسة والفتون

حتى متى يلاحقك القهر المقونن و المنون

وتسائلين الأفق عن أمان أوبديل

يقيك والأولاد من موت أكيد أورحيل

استجرت بالترب المقدس فاستجاب

ضمتك اليها الأرض وحمتك بالغيم الرؤوم وبالسراب

وتململ الزيتون والصخر الحنون 

لو كان يقدر لاستحال الى كتاب 

ليذكر التاريخ بالذي يجري ويحدث من عذاب 

قد ضاع في الأفق الرحيب نداؤك المبحوح ، ياربّاه

ماذا سنفعل والفراخ الزغب يلاحقهم هذا الأتون ؟!

أمّاه: زرقاء اليمامة خلّفت ارثا" غني

أعطت دروسا" بالتنبؤ والفراسة والرقي 

سخروا من الزرقا ، غفت على قلق وعي

وتمكّن الحزن الكبير من اليمامة ، وارتقى النبل البهي

فتوزّع العشّاق في كلّ الدنى

هدّني العشق العظيم ، وحاربني الزمان ، فأسقط في يديّ

أختاه : هذا العالم المأفون أعمى ، بل تعامى واستقال 

أعطى أوامره البهيّة بالدماء ، وبالقتل المخطط واللئيم

أماه: أنت الجذوة الحرّى ، والصخرة الصمّاء ، والقلب الحنون 

أنت الارادة لن تملّ من الحياة ، عزيمتها ترجّ أركان الحياة 

ولن تبور ، لن تفنى ، أو تكلّ مهما حاول الظلم المرتب والبغاة

أمّاه أنت الحبّ المجسّد ، في تقاسيم الوجوه الصابرات 

مادام عشق الطفل والأرض الزكية والتّراب 

في قلبك الصافي وفي الركن المهاب 

لا لن نخاف من النّهاية ، أنت الحصانة والنقاوة والصّواب

انت الينابيع الغزيرة للأصالة ، وانت الأرض والعرض المقدّس

على مرّ السنين القاسيات ، في كلّ وقت أو أوان 

من غير خوف أو سكوت أو حساب 

دون انتظار لحديث أو ثواب

أمّاه : من ثدييك أرضعت الرجولة فانتشت ، لتصون أركان الحقيقة في اتّساق

أمّاه: من ذراعيك الحنونين ، تعلّمنا المحبّة والعناق 

ومن نظرات الشوق في عينيك ، صحا أمل الكرامة واستفاق

أماه دعي قلبي يلوذ بنبض قلبك باعتدال 

كي أحبو بأجفاني على درب الحقيقة والكمال

أنت الرجّولة والشجاعة والأمومة والجّمال

أمّاه أيا أمّاه:

كم أنا خجلان من يأس ، تلبّد في الزوايا واستكان

خلّفه الخوف الخرافيّ الموزّع في الزّمان وفي المكان

أمّاه: أشعلت النجوم بيارقا"وعلامات الى ذاك السبيل

أوقدت الشّموس لتهدينا ، الحياة الدفء ، والطقس العليل

أمّاه: مازلنا نعاني وجع التفرّق والتشتّت والضّياع

ومازلنا نتلمّس الدرب المعفّر والجّديد 

نخطو كأطفال ، يتعلّمون السّير ، نحو أفراح وألعاب وعيد

للحالمين بواحات وساحات ، لمواطن حر سعيد

يبني قصورا" للطّفولة للحياة ، وللعيش المنعّم والرّغيد

كلّما كلّت عزيمتنا ، تذكّرنا الصمود الثّرّ والفيض الجميل

ليشدّ أزر نفوسنا، في العشق المعتّق والأصيل

فدعي خطواتنا تقوى ، وتعزّز الحبّ النبيل

ليستيقظ الانسان في الانسان ، ويسير في الدرب الطّويل

مهما جرى لابدّ أن ننجو الى برّ الأمان

ان الحياة سخيّة ولو تعثّر سيرها ، وبدا ا لزّمان معنّدا" لا بل مهان

فمن ظلمة الوقت الرهيب ، من قسوة الأيام والدّم والدّخان 

تثب الحياة من الحياة وتورق الدّنيا ، متى آن الأوان 

20/1/2018 منذر حنا 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصيدة بعنوان شييطان الشعر**بقلم الاستاذ عماد صابوني وشارك بالردود الاساتذة ثريا العبيدي **ندى الروح**اميرة الحياة**ليلى الجلالي

سلام على تلك العيون… بقلم الشاعر اسماعيل هريدي

قصيدة //اين انتم يا عرب ؟؟؟؟؟ااالشاعر عبد النور اوشام محمد كوبا

حوار مع العراف/// الشاعر /// السيد سعيد سالم

عتبي عليك يا زمن ...بقلم... علي حسن

خبز التنور // بقلم الكاتب والشاعرمصطفى مزريب.أبوبسام جبلة.سورية

چلمه.. چلمه... بقلم الشاعر...علي الخليفاوي

أُحبك ///بقلم الشاعرة///بقلم امل ابو سل

تشيع حلم... بقلم الشاعر:: يحي محمد بقش

ديدني تفرد وتميز ..!! بقلم وهيبة سكر