إعدام خطأ بلاغي... بقلم الشاعر::عبد الواحد الكتاني


. إعْدَامُ خَطَأ بَلَاغِي . 

لاحَ ضوء صباح باكر ، ملَأَ نورٌ أجنحة المكان ، سُمِعَتْ طقْطَقة أقدام ،كان الموعد يوم مقصلة .

حُكْمٌ نُفِّذ غيابيا على جانِِ ، لمْ يكثرت لِمتى وأين وماذا فعل ، سوى أنه ذات غفوة ، أَذّنَ بحَيّ على الفساد ، بدل حَيّ على الصلاة . 

تَذَكّر المؤذن مشهداََ طَلَب فيه أحد الثوار ، يوم فصل رأسه عن جسده ماءََ ليتوضأ ، فقام المحكوم بتتبع حسن أَثَر، ولَمِّا خرج ليمثتل لأمر صَدَر ، وجد عسكريا يُشْهِر في وجهه مسدسا ، وفي يده الأخرى علبة حمراء ، تعجَّب معدوم اليوم ، كيف تغَيَّر نوع الطّعن ، ربما شيء ما قد حصل ، نادوه بإسمه ليدخل زنزانته ويرتدي بدلة وداعه الأخير ، فإذا بالعلبة كانت عبارة عن جلبابين من خفيف وثقيل صوف، ومعهما قبعة بيضاء وسجادة وسُبْحَة ، زاد تعجُّب المتهم ، وفي قرارة نفسه قال، ربما سيعدمونني على طريقة الشهداء ، ثم نودي عليه للمرة الثانية ، شعر أن هذا آخر وعيد ، ربَطُوا يديه و غَطّوا رأسه أسودا ، و ساقوه حتى وصل عند قارئ الحكم والتنفيذ ، ثم أجلسوه استثناء على كرسي ، رحمة وشفقة لعفويته ، 

كان هذا نص الحكم : 

حكمت المحكمة حضوريا بالإعدام شنقا أو رميا بالرصاص ، على كل من يتجرأ أو يعترض طريق شيخنا المخضرم ، حيث تبثت في حقه البراءة وصحة القول ، وقد عيناه ومنذ الحين ، إماما على مسجد سجن المظاليم ، ولما أزالوا من على عينيه الغطاء ، وجدوه قد أستشهد حقا ، نتيجة عدم مطابقة الكلام لمقتضى الحال .

ونُفَِّذ الحكم المسبق في يومه و تاريخه ودفنت الجثة بمقبرة شهداء خطأ بلاغي .

السبت......... 27\08\2023 

/ عبدالواحد الكتاني . 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مالي أراكِ على كل الوجوه : بقلم الشاعر الذواق احمد احمد

أكتب يا قلم… بقلم الشاعر عبدالقادر حصحاص

أمـــــاه.... بقلم الشاعر:: منذر حنا

قصيدة من الزجل الروحي: بشائر النصر.** بقلم**الحسن العبد بن محمد الحياني

لوز ومكسرات .. بقلم ..جمال الشعري

طقوس الذكريات// الشاعرة سوسن يحيى

الاطتاذ / اسماعيل هريدي /استعجلني الرفاق

الاستاذة /شمس احمد/عقارب الزمن

جرحي فم ودمي كلام....بقلم الشاعر::زياد اليوسف