سيرة العيد// بقلم الشاعرة سحر ابراهيم


سيرة العيد
..................
نامت الأيام في
حضن الزمن ردحا 
طويلا ،
ورسمت لنفسها
حياة مملة فيه ينتظر
كلّ يوم دوره ثم
ينام حتى يعود
دوره مرة أخرى ،
وكان العيد مازال في
رحم الأزل يغط 
في سرمد لابداية
ولانهاية له
اقترن النّور بالفرح ،
وولد العيد وسار في
طريق طويل 
دون أن يجد مكانا
أو زمانا مناسبين 
تنكر بلحية بيضاء 
يشع من جنباتها الضياء
وملاءة من فيروز 
وزمرد وياقوت  
فكان ذو هيبة عظيمة
لايشبهها أحد ،
وأخذ يتجول بين 
النّاس،
ويلقي المواعظ، 
والحكم،
ويحضُّ على الأخلاق،
والتسامح
التف الناس حوله
وأعجبوا به وبهيئته
النورانية
وكان يُسأل عن اسمه،
ولايجيب ،وهو في
الحقيقة لايعرف اسمه
ومرت الأيام ،والسنون ،
والدهور ،
وهو على ذلك الحال
دون كلل أوملل . 
فكان البشر إذا رأوه
قالوا وتنادوا وتهامسوا
جاء الغريب .
كان أسلوبه يشدهم 
إلى الإستماع ،
ولكن فطرة الإنسان
الملل فهو يحب التغير ،
والتجديد ،
وبدأ الناس ينفضون
من حوله
وكل أقواله وحكمه 
صارت موروثا تتناقله الأجيال
وصار العيد مع مرور        
الوقت يمر على
الأماكن دون أن 
يشعر به أحد
وبالكاد يلقي أحدهم 
عليه السلام قد اعتادوا
على ذلك
حزن العيد ورحل 
بعيدا ،
واعتكف يدعو ربه
إلى أن يهديه إلى 
طريق الصواب الذي
يعيد فيه
هيبته ويعيد له أيامه
الغابرة التي كان فيه
عزيزا مكرما .
لبس ثيابا جديدة
واعتمر بوشاح من النور
وحمل على كتفه كيسا
شفافا وضع فيه
الأخلاق والأقوال
 المأثورة
والحكم عن السلف
الصالح
وكل أشكال الفرح
ودار على الأيام
وجلس يحدثهم عم
دار في خلده 
بأن يجعل أحدهم 
سيدا
على الأيام
يكون كل مافيه جميلا
ومفرحا 
اختلفت الأيام واحتدم
النقاش ونشب جدالا 
حادّا بينها
كل يوم يريد أن يكون
هذا السّيد
المبجّل العظيم
فقال الغريب دعوني
أفكر وسوف يكون
الجميع راضيا
وغاب الغريب
وعاد وقال أنتم من 
تختارون وتحددون
من أحق وأجدر 
بأن يكون السيد في
هذاالموقف العظيم
سألوه وكيف لك :
فقال والوقار والتواضع
يلف محياه
من يكون قادرا على 
حمل هذا الكيس
بأمانة ويستطيع أن
يكون قادرا على نشر 
الفرح
مهما كانت الظروف
وأن يعمل على
أن لا يرى فقيرا 
ولامحتاجا
وأن ينشر التسامح
وأن لاينام حتى تتحقق
السعادة للقلوب 
وأن يخبئ في جيوب
 ليليه غصات القلوب
ويرميها بحجارة سجيل
فقالت الأيام لن يكون
أحدا منّا قادرا على 
فعل ذلك ولاطاقة لنا 
بذلك
وليس هناك أحدا
إلا أنت يليق به فعل 
ذلك
ستحل علينا ضيفا 
عزيزا ننتظر أن يلقي  
  بالخير والبركة
علينا واحدا واحدا
لتغير حالنا
ونسمو بمقامك الرفيع
هزّ الغريب رأسه موافقا
وقال بصوت وقور 
خافت
أنا نور من الله على
 الأرض
أمرُّ ،وأغسلُ وجه 
الأيام وقلوب البشر
وأزرع
البسمة والأمل
تساءلت الأيام  
عيد ... عيد  
لم نفهم ماذا قلت
وأعاد الغريب ماقاله 
مرارا وتكرارا
ومازال يعيد ويكرر
ومنذ ذلك اليوم 
سميّ الغريب
.... عيدا....
سحر ابراهيم

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصيدة بعنوان شييطان الشعر**بقلم الاستاذ عماد صابوني وشارك بالردود الاساتذة ثريا العبيدي **ندى الروح**اميرة الحياة**ليلى الجلالي

سلام على تلك العيون… بقلم الشاعر اسماعيل هريدي

قصيدة //اين انتم يا عرب ؟؟؟؟؟ااالشاعر عبد النور اوشام محمد كوبا

حوار مع العراف/// الشاعر /// السيد سعيد سالم

عتبي عليك يا زمن ...بقلم... علي حسن

خبز التنور // بقلم الكاتب والشاعرمصطفى مزريب.أبوبسام جبلة.سورية

چلمه.. چلمه... بقلم الشاعر...علي الخليفاوي

أُحبك ///بقلم الشاعرة///بقلم امل ابو سل

تشيع حلم... بقلم الشاعر:: يحي محمد بقش

ديدني تفرد وتميز ..!! بقلم وهيبة سكر