حسناء السيليكون// بقلم الشاعر نواف عبدالعزيز


حسناء السيليكون

خَـطَــرَتْ تَـمـيـسُ بـقــدِّهــا كـالـبــانِ وتـقــولُ لــي وحـيــاً بـغـيــرِ لـســانِ

مُــتْ أيُّـهــا الـمـحـروقُ فِـيَّ بـلـوعــةٍ واغْــتَـظْ فـلـســتَ بــنــائـلٍ إحـسـانـي

أنـا دمـيـةٌ تُـكْـوى الـقـلـوبُ بِـحَــسنـهــا وتـزيــدُ مــنــهــــا غُــلَّــةُ الـحَــرّانِ 

فـعـجـبـتُ مـن قـولٍ تـحـدّى شـاعـرا جـالـتْ قــوافــيـهِ قُـصــورَ حِـسـانِ

حــدّثــتُــهــا بـالـحـبِّ لـم تــأبــهْ لــه والـعـاطـفـاتِ و زفـــرةِ الـولـهــانِ

لاطـفـتُـهــا مـازحـتُـهــا ولـمـسـتُـهــا وإذا بِـسِــرٍّ يـسْـتـثـيـرُ بَـنـاني

مـاذا لـمـسـتَ ألـم يُـرِعْـكَ إهـابُـهــا أم خِـلْـتَ قــد وُرّيـتَ بـالـفُـسـتــانِ

قـد كـنـتُ إن لـمـسـتْ يـدي إنـسـيَّـةً سَــرَتِ الـحـيـاةُ بـخـامِـلِ الـشـريــانِ

مــا بـالُـهـا و كـأنّـهــا شُــلَّـتْ و لــم تـلـمـسْ سـوى صـخـرٍ مـن الصـوّانِ

أمـلـحــتُـهــا حـتـى أُذيـبَ كــيــانَـهــا بـجـمـيـلِ شِــعـرٍ مـرهـفٍ فـتّــانِ

دبَّـجـتُ قــافــيــةً تـهــزُّ كـوامــنــًا مِـمّـا يَـروضُ الـقـلـبَ بـالأشــجــانِ

وإذا بـشــعـري عـاد عـنـهــا كـالـصّـدى إنْ كـان مُـرتـدًّا عــن الـجــدرانِ

فـصـحـوتُ مـن سُـكـري بـحـسـنٍ خادعٍ ومـسـحـتُ عـن عـيْـنَـيَّ ثِـقْـلَ الــرّانِ

فــرأيــتُ ثــمَّــةَ آهِ مِــمّــا قــد رأيـــــــــــــــــــــــــــــتُ رأيــتُ إنـســانـًا بـلا إنـســانِ

عــقــلاً بـلا قـلـبٍ أصــمَّ مـلـبَّــدًا لا رقــة تـنـسـاب فـي الأركــانِ

جــســمـًا سَــوِيـًّا بِــدْعــةً و بــديــعــةً لـكـنَّـهــا لا روحَ فـي الـبُـنـيــانِ 


هـي لـعـبـةٌ مـهـمـا تـكامـل حـسـنُـهـا فـكـأنَّـهــا صــنـمٌ مــن الأوثــانِ

لا الـشِّـعـرُ يـطـربُـهـا فـتـرقـصُ خِـفّـةً جــذلانــةً تــهــتـــزُّ كـالأغــصـانِ

وكـلامُ عـشــقٍ لا يـحــركُ ســاكـنـًا مـنـهـا ولـيـس يُـثـيـر جـمـرَ كـيـانِ

وتـلـفَّـتـتْ نــحــوي و أوْمـأ طــرفُـهــا وكـأنـهــا أوحـتْ بـبـعـضِ بــيــانِ

قـد جـئـتَ نـبـعـي ظـامـئـا تروي الصَّدى فـرجـعـتَ ظـمـآنـًا عـلـى ظـمـآنِ  

أنـا آلـةٌ صُــنـعـتْ عـلـى عـيـنِ الـورى تــمــتــاز بـالـتـكـنـيـك و الإتــقــانِ

بـي مـن صـفـاتِ الإنـسِ فِـكْـرٌ مُـذهـلٌ وأبــزُّ بـالأعـمـالِ فــعــلَ الـجــانِ

أمّــا إذا رُمــتُــمْ لــديَّ عَــلاقــةً مـمـزوجــةَ الأرواحِ بــالأبــدانِ

هــيـهــاتَ أن تـلـقَـوْا لـدي مـرامَـكـم أنـا خِـلــوةٌ مـن رقــةٍ و حـنــانِ

وأُجـبـتُ حـيـن سـألـتُ عــنـهـا إنّـهــا روبـوتُ أنـثـى صــيـغَ كـالـنـسـوانِ

صُـنـعـتْ لـخـدمـتـنـا و بـعـضِ شُـؤونـنـا مـثـلَ الـعـبـيـدِ مــكــانــةً و قِــيــانِ

فـكـلاهُـمـا تـســعــى إلـيـكَ إذا بـــدتْ مـنـكَ الإشـارةُ أُذْعِـنـتْ بـبـنــانِ

لـكـنـه شــتّـانَ بــيــنــهــمــا فــبــيــــــــــــــــــــــــــــنـهـمـا خِـلافٌ لـيـسـتـا سِــيـّـانِ

إن الـورودَ صِــنـاعـةً فـي مـتـجـرٍ لـيـسـتْ كـمـثـل الـورد فـي الـبـسـتـانِ

                                                                        م. نواف عبد العزيز

                                                                              أبو عبادة

                                                                            31/5/2023 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أمـــــاه.... بقلم الشاعر:: منذر حنا

غريب بين أقنية الجفون للشاعرة اللبنانية المبدعة ليلى زيدان صابوني

مالي أراكِ على كل الوجوه : بقلم الشاعر الذواق احمد احمد

سبق السيف العدل=.بقلم… فوقية خضر

عساك ' تبلغ الأحلاف' عني : بقلم الكاتب والشاعر مصطفى مزريب

مفاعيل الخوف بقلم الشاعر فؤاد زاديكي

**جنح الليل --2** بقلم .. رؤوف مرداس

&& البعد && بقلم الشاعر اسماعيل خشناو

//قد زرتها في كوخها// بقلم المحامي عبد الكريم الصوفي

مجموعة شعرية بقلم الأستاذة سلوى برشومي / مصر/ الأسكندرية