قصيدة بعنوان ((اغتراب)) للشاعر البارع (عبدالمجيد محمود موّاس طوقان)
( اغتراب )
إذا ما عِشتَ دنياكَ اغترابا وصار قُضاتنا يوماً ذِئابا
ومالتْ كفّة الميزانِ غدراً وأحلامُ الأباةِ غدت سرابا
وضاعتْ هيبة العلماءِ قسراً وصقرُ القوم قد أمسى غُرابا
ففارقْ كلَّ أرضٍ هُنتَ فيها وعاشِرْ منصفينَ تكن مُهابا
سأرحلُ عن ديارٍ ضِعتُ فيها وأحيا العمرَ يُتماً واغترابا
وألقي من يدي قيداً كجمرٍ فآلامُ القيودِ غدتْ عذابا
فإنَّ القيدَ للهرماسِ عارٌ إذا الحراسُ قد كانوا كِلابا
بأقوامٍ بُليتُ لهم زهوري إذا أهديتهمْ صارت تُرابا
وقولٍ قد أقولُ بهِ فصيحاً لقالوا إنْ أصبتُ فما أصابَ
وأمواجُ النفاقِ بكلِّ وادٍ فحينَ أتتْ ،علی العلمِ الذهابا
هي الأحقاد تخرِبُ كلَّ أرضٍ كمثلِ الموتِ إذ صرعَ الشبابا
سأصنعُ من قوافي الشِعرِ رمحاً إذا أطلقتهُ حتماً أصابا
يمزِّقُ كلَّ ذي حقدٍ بحدٍّ وإذْ بالضبعِ قد أمسی ذُبابا
وللأحبابِ أُهديهمْ قريضي كمثلِ الشهدِ ينسكِبُ انسِكابا
لسوفَ أكون بالآدابِ بدراً يُضيءُ فؤادَ من بالعِشقِ ذابا
وأجعلُ من قوافي الشعرِ شمساً وللظلّامِ تخترِقُ الحجابا
أتوّجُ بالقريضِ نساءَ عُرْبٍ أميراتٍ فَيجْذُبنَ اجتِذابا
وأنثرُ من حماةَ عبيرَ زهرٍ يزورُ العُربَ باباً ثمَّ بابا
فهذا منبتي ، طوقانُ أصلي فعارٌ بالنبيِّ بأنْ أُعابا
بقلمي
عبدالمجيد محمود موّاس طوقان
(سوريا)15 /6/2020
الهرماس: الأسد
طوقان: عشيرتي العربية المعروفة
تعليقات
إرسال تعليق