استنطق التاريخ// بقلم الشاعر زياد اليوسف


" اسْتَنْطقِ التّاريـــــــــــخ "


سافِر إلى الْمَجدِ من(حِمْصَ)إلى (حلبا).

واسْتنْطِقِ الدَّهرَ والتّاريـــــخَ والكُتُبا .


غُصْ في الحَضارةِ تلقَ الشّامَ شُعلتَهَا 

ترى بها المجدَ يطوي العمرَ والحُـــقُبا 


واسمعْ لأصــدائِها من نغمةٍ صَدَحـتْ 

أنَّ الجمالَ بأرضِ الشّــــــامِ والعَجَبا .


فَياســـــــــمينٌ تمنّى العِشــــقُ رؤيتَهُ 

بهِ الأمانـــــــي تُزيلُ الْـهَــــــمَّ والتَّعبا . 


و مَرفَأُ الحسْنِ في(طرطوسَ) يا حُلُماً 

لعاشـــــقٍ حَلَّ وَلْهانـــــاً أَوِ اغْتَــــــرَبا 


فَالأبجديَّةُ مِنْ ذي السّــــاحِلِ انتشـرتْ 

وسطَّرتْ مجدَ تاريــــــخٍ لنا كُــــــــتِبا 


(حَماةُ) أمُّ النواعــــيرِ التي بــــــــثَّتْ 

إلى الفضاءِ، عنـــــيناً زادَها طــــرَبا 


وأنتِ (درعا) ، بلادُ الطِّيـــــبِ قاطبةً 

فَلْتَهنَئي شَرَفاً ولتَعْظُمي رُتَبــــــــــــا 


وأنتِ (إِدلبَ) يا أيقـــــــــــونةً برزتْ 

بينَ البساتينِ....تُعطي العلمَ والأدَبـــا . 


وفي (الْجَزيرةِ) حيثُ الخيرُ منتشـرٌ

لا زالَ باقٍ وإنْ خِلْنا الدُّنــــــا سُــحُبا . 


في (رِقَّةِ) الْحُسْنِ أوْ في (الدَّيْرِ)إذْ بِهِما

تَلْقَ الْأَصالَةَ والتَّاريــــخَ والنَّسَـــــــبَا


وفي السُّوَيْدا شموخُ العِزِّ منْ نَسَــبٍ

فيها ارتَقى أَهْلُها لِلْأَنْجُمِ الشُّـــــــهُبا .


فيا بلادي.. بِلادُ الطّيــــبِ دائِــــمةٌ 

لِلنَّاهِلينَ ,…لَقد جَلَّ الذي وَهَــــــــــبا. 


تاريخُكِ الفذُّ يَحـــكي عنكِ سيّدتي 

من نهرِكِ العذبِ جُلُّ القومِ قد شَـرِبا . 


تبقينَ سيدةً في كلِّ مرحـــــــــــــلةٍ 

حتّى ولو عاثَ… في أَرجائِكِ الغُرَبا .


مالي أراكِ.. وفيكِ العينُ باكيــــــــةٌ 

وأَنتِ منْ كُنتِ تُجلي الدّاءَ واللَّـــغَبا . 


كم كنتِ فاتنتي تبدينَ ضاحــــــكةً 

واليومَ أَلْقَ الذي مافيكِ مُلْتَهِبـــــــا . 


كنتِ المناهلَ تروي الرّوحَ مِنْ ظَمأٍ ،

أَطعَمْتِ مَنْ راحَ أو يَأتي لَكِ طَلَبــا . 


كَمْ كُنْتُ أرسمُ أفراحي على صورٍ

بالرِّيفِ ذاك الذي ما يومَ قد سَغَبا.


كيفَ اسْتَحالتْ روابيكِ التي عَمُرتْ 

بالإخْضِرارِ، وصارتْ بعدها حَطَبــا . 


ما السّرُّ يا نفسُ!، هلْ في الأمرِ من عِبَرٍ؟ 

أمْ أنَّ كلَّ الذي في الكونِ قَدْ غَضِبا ؟


ماذا، أَ في الغيبِ سرٌّ ما فَطِنْتُ بِهِ؟ 

إذْ بي أراها بلادي نَجْــــــــمُها غَرُبا . 


قَدْ يَذبُلُ الوردُ مِنْ أنــَّــاتِ تُربتِــها 

وعودُهُ الغضُّ يبقـــى ليِّــناً رَطِبـــا .


هَيَّا اكْشِفيلي جميلَ الوجهِ سَيّدَتي 

فَما لِهذا الْبَها لا يَرتَقــي الْحُجُبــــا !؟ 


هذي حُروفي أراها اليومَ جائــــعةً 

تَسْتطْعِمُ التّينَ والرُّمَّـــانَ والعِنَـــبا . 


أهوى العيونَ التي ما ملَّ وارِدُهــا 

كأنَّ فيها دواءُ القلبُ مُنْسَــــــــكِبا . 


يا أعذبَ الحبِّ لو سطَّرتِ قافيتي 

منْ حبرِ قلبي لما وفَّيْتِ ما انْكَـتَبا . 


قومي إلى حِجْرَةِ التاريخِ نطرُقهـا

لِنَنْسَ ما فاتَ ننْسَ اللَّومَ والعَتَـــبا 


تُرابُكِ البِكرُ يُصغي،.. كلَّما همَســــتْ 

غَمامةُ القَطْرِ تُحْيِي الْموطِنَ الخَرِبا . 


يُشفي ضميري شموخُ الطِّفلِ في بلدي 

يرنو لِمدرَسَةٍ ,… لَطالَــما ارتَـقَبـــــا 


فأينَ أنتـــُــمْ.. أيَـــا حُكّامَ أمَّتِـــــنا ؟

هيّا استفيقوا، كفاكُم ما جرى كُـرُبا . 


فَما تَرَوْنَ… سِوى وهْجٍ بذاكــــــرةٍ 

ضَوَّتْ بطولاتُنا،… ثمَّ اسْتَوتْ لَهَـبا . 


مَنْ أشْعلَ الحربَ بينَ النّاسِ ذا نَجِسٌ 

تبَّتْ يداهُ وتبّــتْ أيْدِ مَنْ حَسِــــــبا . 


حَبْـــلانِ مِنْ مَسَدٍ ، بلْ أربعٌ وبِـــها 

يُعلّقُ المجرمُ الْجاني الذي هَرَبا 


حَبيبَتي إنْ بَكى الأطفالُ أمَّــــــهُمُ 

فأنتِ أُمّي ومنّي الدَّمعُ قَدْ سُــــكِبا.


زياد اليوسف /الصقر الذهبي 


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصيدة بعنوان شييطان الشعر**بقلم الاستاذ عماد صابوني وشارك بالردود الاساتذة ثريا العبيدي **ندى الروح**اميرة الحياة**ليلى الجلالي

سلام على تلك العيون… بقلم الشاعر اسماعيل هريدي

قصيدة //اين انتم يا عرب ؟؟؟؟؟ااالشاعر عبد النور اوشام محمد كوبا

قصيدة من الزجل الروحي: بشائر النصر.** بقلم**الحسن العبد بن محمد الحياني

عتبي عليك يا زمن ...بقلم... علي حسن

خبز التنور // بقلم الكاتب والشاعرمصطفى مزريب.أبوبسام جبلة.سورية

اضناني الشوق ........بقلم الشاعرة فاطمة الفاهوم

چلمه.. چلمه... بقلم الشاعر...علي الخليفاوي

حوار مع العراف/// الشاعر /// السيد سعيد سالم

أُحبك ///بقلم الشاعرة///بقلم امل ابو سل