نص أدبي بعنوان (( لماذا الغيث يطيل الغياب؟)) بقلم الأستاذ المبدع (أو القاسم محمود )

 لماذا الغيث يطيل الغياب؟


لم أنم يا رفيقي، لقد كنت أمسح دمع الليل بمنديل الغياب، وأعزي صخور (الرصفة) في محنتها.. 

كنت أودع كبرياء القمر في مرحلة


ٱنحنائه !

يا صديقي أتطلب مني أن أضحك ؟! 

ألا تفهم أني كنت في مأتم ليلة أمس!

وكنت مشغولا  أطبطب على ظهر قطتي الرقطاء 

 أناولها رغيفا ممزوجا بعصير زيتون وقطعة جبن !

وحتى تنام ملء جفونها، وعدتها بفارس أحلام بعد العدة!!

آه ، حتى القطط الصماء تحفظ ود سلالتها 

وتقيم الحد على أنفسها، وتنكس الأعلام حدادا على فقد خليل !!

أثارني كيف اليمام  يحلق أسرابا ويقتسم فتات الخبز، وكيف يتفق الحمام على لحن النغم !

وسألت نفسي كيف يميت الناس الناس ؟!

 وكيف تجيء  كلاب الحي بفرائسها لتقتسم اللذة مجتمعة على شرفات نوافذنا؟!

 هل كانت تعلمنا دروسا في معاني الإنسانية ؟!

 ولماذا تترك أرض الله الواسعة وتدخل في نطاق رؤيتنا ؟! هل كانت تطلب منا التحلى بأخلاق الغابات حين فقدنا طبائعنا البشرية !؟

لم أكن أعلم يوما أن بعض زوار بيوت الله أشد نفاقا من مرتادي حانات الليل،  وأن مراسيم رمي الجمرات لا تحتاج لهذا الطريق الشاق!! فهنا الشيطان يجلس في الصفوف الأمامية يتعلم خاصية تمويه الرب، ولا يفهم أن الله يعلم خافية الأنفس!! 

لم أعلم أن كثيرا من السجد تنقصهم أخلاق الخمر !!

يا صاح : كل كنوز الدنيا لا تساوي لحظة صدق

و يا باحثا بين ثقوب الفجر عن شهادات إيمانية 

انا لا أبيع صكوك الغفران !

ورغم أني لا أقرأ دوما ورد المساء 

فإني صرت أفهم اليوم لماذا يغيب المطر.


-أبوالقاسم محمود - المغرب

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أمـــــاه.... بقلم الشاعر:: منذر حنا

غريب بين أقنية الجفون للشاعرة اللبنانية المبدعة ليلى زيدان صابوني

مالي أراكِ على كل الوجوه : بقلم الشاعر الذواق احمد احمد

سبق السيف العدل=.بقلم… فوقية خضر

عساك ' تبلغ الأحلاف' عني : بقلم الكاتب والشاعر مصطفى مزريب

مفاعيل الخوف بقلم الشاعر فؤاد زاديكي

**جنح الليل --2** بقلم .. رؤوف مرداس

&& البعد && بقلم الشاعر اسماعيل خشناو

//قد زرتها في كوخها// بقلم المحامي عبد الكريم الصوفي

مجموعة شعرية بقلم الأستاذة سلوى برشومي / مصر/ الأسكندرية