قصيدة أوغرت صدرا للشاعر حذيفة عبدالهادي السيد / سورية
أَوغَرتَ صَدْرًا فِي النَّهَارِ تَمارَى
وَلَبِستَ مِنْ حُلَلِ الظَّلَامِ سِوَارا
وَعَكَفْتَ تَسْجُد لِلْأَنَامِ تَهَجُّدًا
وَقَرَأْتَ فِي كُتُبِ الْخَنَا أَذْكَارا
وَكَشَفْتَ عَنْ سَاقِ الْمَذَلَّةِ خانِعاً
وَلَحِقْتَ رَكْبَ الظُّلْمِ حَيْثُ تَوَارَى
أَسْرَرْتَ فِي النَّفْسِ الْخَبِيثَةِ قَالَةً
مَهْمَا كَتَمْتَ ستَفضَحُ الأسرارا
إنَّ الْحَقَائِقَ لَا يُخَبَّأُ ظِلُّهَا
مَهْمَا سَدَلْتَ عَلَى الضِّيَاء خِمَارا
قَدْ سِرتَ خَلْفَ الآِفِلاتِ نُجُومُهَا
ثُمّ اتَّخَذْتَ مِنَ الخِواء إزَارا
آثَرتَ مِن مُتَعِ الْحَيَاةِ رخيصَها
وَرَضِعتَ مِنْ ثَديِ الونى الإكبارا
عَزَّتْ عَلَيكَ الماحقاتُ سَنَامَهَا
وَبَنَيتَ حَوْل الْمُهْلِكَاتِ مَدَارا
هَلَّا سُقِيتَ العِزَّ مِنْ كَأْسِ الأُلَى
حِينَ ارْتَضَوْا دَارَ الْمَكَارِمِ دَارا
واستصغروا الدُّنْيَا وَ ظِلَّ نَعِيمِهَا
لَمَّا اعتَلَوا صَهَواتِها استغفارا
واستأثروا مِمَّا يُحَلَّلُ نَبْتُهُ
وَبَنَوْا عَلَى حُمُرِ النَّعِيمِ جِدَارَا
واستأسدوا فِي كُلِّ ساحاتِ الْوَغَى
واستُطْعِموا مِنْ ذِي الْمَنُونِ ثِمَارا
إنْ جَفَّ ماؤُكَ لَا سَبِيلَ لِرَدِّهِ
إنَّ المنى لَا تَصْنَع الأقدارا
يَكْفِيكَ نَوْمًا تَحْتَ ظِلٍ زَائِفٍ
قُمْ وَاتَّخِذْ دَارَ الْبَقَاءِ شِعَارَا
حُذَيْفَة السَّيِّد
تعليقات
إرسال تعليق