على هذه الارض// الاستاذ ابو القاسم محمود

الزاك 16

على هذه الأرض يختبئ الوشاة في طبقات الخيزران ليخبرو سادتهم عن حالة عشق بين ورود الأقحوان..

 يرفعون تقريرا عن قبلة رسمتها شفاه ذكور الغضا على وجنات إناث  الطلح..

ويقيم المخبر في فيك حين يجد مكانا آمنا بين أسنانك ليعد متع الدنيا المتسللة لأوردتك..

و يحدق فيها حتى تتجاوز حلقومك!

وما بين اللقمة واللقمة يسترق السمع لوشوشة الأمعاء، وإحدى عينيه محدقة في لوزتيك..

 و جفن الأخرى يتابع حركات الفك السفلي والعلوي،

 ويسجل قبل حدوث المضغ أنها تستعد لتكسير الفستق والبندق.. 

وينام بين الأنياب وقوفا إذا ما صادف ثقب سن مخلوع ليحدد زاوية الرؤيا !! 

 وحتى لا بفوته فعل أو قول أوتقرير يفتح خط الهاتف مجانا للمبتدئين و هواة  التبليغ.. 

و تزوره كل (جهينة) حين يجن الليل  لتزوده بالأخبار .. 

على هذه الأرض لا نأمن مكر الجيران، 

و تعودنا أن نفتش حين نباشر حواراتنا عن آذان الجدران وأن نحتاط قبل الفعل و رد الفعل من العدسات المزروعة بين الحيطان..

على هذه الأرض يصدر قانون بمنع الأكياس السوداء لتمكين العسس من كشف عورات قففنا لتقارن بحجم الراتب، 

 هنا صار يسلمك التاجر بضاعتك المكشوفة قصدا لتغيظ  عناوين البؤس و تنتهك الستر  و تعبئ أفئدة الناس بالبغضاء ..

على هذه الأرض يتربص البؤساء بالبؤساء، وتحت ظلال سيوفهم  يقضي اللصوص مآربهم سرا ..

هنا تزرع  الخيبة بين الناس فتزهر عناقيد شظف الحياة، ويحول منسوب الغضب الهادر معيشتنا ضنكا !

ورغم دواعي الموت المنتشرة، مازال الرب يطالعنا بالنسمات كل صباح، وينزل الرحمات علينا قبل صلاة الإستسقاء..

ورغم العصيان العقدي مازال الحق يقيد عنا موج البحر و فوهات  الجبال وغضب الأرض.

-أبوالقاسم محمود/المغرب

20 أبريل 2023