نص بعنوان ((عندما تزهر الحياة)) بقلم أ. نعيمة برقاوي
عندما تزهر الحياة ...
..افترشت الهدوء وراحت ترتشف همسا تنسج أهدابه من معين الذّكريات...
اتخذت لها ركنا مونقا قرب المدفأة .لقد اخترق البرد أوصالها فراحت تلتمس شيئا من الدفء والأنس .. ما أعذب نقرات المطر على النًوافذ تنساب كخيوط فضًية تلتمع رغم ضبابيّة المشهد...اختالت الرؤى تغازل يقظتها وانبرت ترسم بفرشاة الأمنيات أجمل لوحة من فسيفساء الحلم .
تنهمر ألوان مضمخة بالحنين وخطوط تنساب متداعية كخيوط الودق المندلق خارج الزجاج...
صوت خرير المياه المتدفًق من الأسطح نحو براح الأرض يروي الظّمأ ويهيّء الحياة لوليمة على موائد باذخة لهذا الوجود
هناك ستنبعث الحياة من جديد... ستورق الأغصان الناعسة بعد وسن طال تمدّده على صفحات الأرض .. وتخضلّ البسيطة ثم تزهر الحياة من جديد ..هناك ستعود الطّيور لتبني أوكارا مرّة أخرى ويستمرّ نبض الحياة وإيقاع الكون ...
قريبا ستشرق الشمس لتغازل الندى صباحا وقد لثم سحنة أوراق الشجر..ستزهر الحياة وتنبعث في انسجام واتساق منيف باسق الانبعاث....
لا مجال لأن تمتد أذرع الخواء والنّسيان نحو هذا الكون الصّاخب العامر بالنّشوء ..
أ. نعيمة برقاوي ،🇹🇳. تونس 🇹🇳
.
تعليقات
إرسال تعليق