اعاني اغترابا / بقلم حازم قطب
قصيدة أعاني اغترابا ........
أعاني في زمانِكُمُ اغترابا
وأفتحُ في سكونِ اللَّيلِ بابا
لأعرجَ مِنْهُ للأحلامِ وحدي
كأنِّي ظامئٌ تَبِعَ السَّرابا
يُكَابِدُ في صحاري العمرِ ريحًا
إذا يخطو لثغرِ الودْقِ آبا
أنا المسجونُ في قضبانِ صمتي
كفجرٍ في كهوفِ القهرِ غابا
وآمالي تسيرُ على دروبٍ
مِنَ الأوهامِ تعتمرُ الضَّبابا
تساقطت المواجعُ مِنْ فروعي
كأوراقٍ وسيفُ البغي صابا
وعنقودُ الأماني صار شيخًا
وقبلَ أوانِهِ في الغصنِ شابا
جذوري مِنْ لهيبِ القحطِ ماتت
قد التحفت مع الصَّمتِ التُّرابا
ونعقُ البومِ في الأطلالِ أضحى
نفيرَ السُّوءِ يُنذِرُنا الخرابا
أيا مَنْ تزرعون بغيرِ عِلْمٍ
بذرتُم في أراضينا التَّبَابا
هل الأبراجُ تُزهِرُ سُنْبُلاتٍ
إذا لمسَتْ نوافذُها السَّحابا؟!
وهل رصفُ الطريقِ إلى الصَّحاري
سيجعلُها بساتينًا عِذَابا؟!
وهل قصرٌ منيفٌ سوف يدوي
كآلاتٍ ستمنحُنا الثِّيابا؟!
أنا واللَّهِ قد عاينتُ جهلًا
لأعوامٍ وغرسُ الحُمقِ طابا
متى نسعى لنرويَ كلَّ شِبرٍ
ونزرعَ في مصانعِنا الشَّبابا؟
لنحصُدَ مِنْ كفوفِ الشَّعبِ تِبْرًا
ونفتحَ في سماءِ المجدِ بابا
بغيرِ العِلْمِ لن ترقى شعوبٌ
فنورُ العِلْمِ يُلهِمُها الصَّوابا
فلا تبخلْ على التعليمِ يومًا
لأنَّ الزَّرعَ عِندَ الشُّحِّ خابا
ألم تعلمْ بأنَّ الجهلَ يُرْدِي؟
كدُبٍّ جاهلٍ نَشَّ الذُّبَابا
وأنَّ شعاعَ شمسِ الكونِ يرنو
إلى رمسيسَ .. بالعِلْمِ استجابا
ويوسفَ كان للجدباءِ غيمًا
وبالتَّدبيرِ جنَّبَنا الخرابا
أيا إخوانَ يوسفَ هل حملتُم
مع العيرِ الَّتي قَدِمَتْ ذِئابا؟!
فصارت فوقَ عرشِ المُلْكِ ترعى
وباتَتْ في صِحَافِ الشَّعبِ نابا
أيا يعقوبُ بثُّ الهَمِّ أضحى
جريمةَ عصرِنا .. جلبَ العِقَابا
وصار السِّجنُ للأفكارِ جُبًّا
ونارُ الظُّلمِ تلتهبُ التهابا
ولكنِّي أرى دلوًا تَدَلَّى
ونورًا كان في الظَّلماءِ غابا
سَيَبْزُغُ فجرُ هذا العتمِ حتمًا
لأنَّ اللَّيلَ قد بلغَ النِّصابا
إذا يومًا أرادَ الشَّعبُ ودْ
ستعتصرُ السَّماءُ لهُ السَّحابا
وتنهمرُ المياهُ لهُ سيولًا
وكان المستحيلُ لهُ مُجَابا
بقلمي حازم قطب
تعليقات
إرسال تعليق