الحلم // الاستاذة نعيمة برقاوي


.قالت وهي تسرد ذاك الحلم  : 


..بدا كالشبح ..ضبابي الملامح...يحمل في يده اليمنى وردة ...وكان الثغر يفترّ  عن ابتسامة  زادته وسامة ..ارتدى لون البياض ..وتوشح بالعطر .. كان عطرا زهريّا كأنه الرّبيع يحتوي وحدتها ....تأملت عينيه ..لأول مرّة ترى لون العينين ...لأول مرّة يلتقي النٌظر بالنّظر ...تتقابل المرايا فتنعكس الصًور 

تاهت في براح الأمنية ....وسبح بها الخيال هناك في أعماق الحلم وقد ظنت أنّها الحقيقة .ثم طافت نحو  أعالي السّماء كأنها على موجات الأثيرتصافح الغيوم النًدية وتحيًي الأجرام الفضائيّة  من حولها ...

مدّت يدها لتأخذ الوردة المعطير ...يبدو أنًه  سكب على الهديًة  نثرا من الٱهتمام والوله على ما يبدو  ..بدا عاشقا كعشاق الحكايا ..او كروميو يشرئب بناظريه نحو شرفات معشوقته ...وبدا الكلام المسترسل منسجما ليًنا شاعري الخواطر ...تاهت في سهوب الوعود وراحت تذرع المكان زهوا ...حتى العالم من حولها راح يزهر ...أينع الكون واتسعت حدائق التمني ولم تدر لذلك الكون من حدود ...ماعاد يتّسع للفرح الذي سكن قلبها واخترق الرّوح ....أيهديني الاهتمام والنظرة والورد ..ايبتسم لأجلي ويحدًثني بعبارات كأنها السّقيا لأرض جرداء عطشى !!!! مدًت يدها  ، ارتعشت أناملها .اخترق قلبها أمل يا لروعته ونعومته ....فجاة بدأت ملامحه تختفي وبدأ خياله يبتعد هناك ..بعيدا جدّا ....لاحقت خياله سألته :  لم تبتعد !!!؟...هات الوردة واقترب ...اجتاح المكان لون قاتم ...وعلى مضض أعطاها الوردة...كأنّه  مكره !!! ...ثم غادر ..غادر  بلا رجعة ... لكنها استفاقت من ذلك الحلم ..لقد أدمى أصابعها في الحلم كما أدمى قلبها في اليقظة .وتجلًل كلّ شيء بلون السّواد ...تاه البياض الذي تسربل به  ، بين طيّات العدم فنهضت تبحث لها عن  مطهًر وضمًادات تمحو بها  أثر الجرح ...

نعيمة برقاوي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الام //للشاعر مصطفى مزريب//

المرأة نصف الدنيا // الشاعر والكاتب مصطفى مزريب //

فقدان //بقلم ـ الأديب " الشاعر رضوان العصيوي

قصيدة من الزجل الروحي: بشائر النصر.** بقلم**الحسن العبد بن محمد الحياني

حنين المحب // الشاعر محمد الحسون

مالي أراكِ على كل الوجوه : بقلم الشاعر الذواق احمد احمد

الشاعر مصطفى مزريب //  بمناسبة ذكرى عيد الأم //

الاستاذ /مصطفى مزريب /لن تموت امتي

حوار مع العراف/// الشاعر /// السيد سعيد سالم

حكاية شعب /.بقلم… الشاعر خالد محمود البطراوي