هذه الحياة // الشاعر حازم قطب
قصيدة ( هذه الحياةُ ).......
ألا إنَّ الحياةَ بها كؤوسٌ
وصَبَّ الدَّهرُ في الكاساتِ مُرَّا
رأيتُ الكهلَ كالصِّبيانِ يمشي
وطفلًا مِنْ لهيبِ الآهِ خَرَّا
فلا تعجبْ لأمرِ اللَّهِ يومًا
فأقدارُ الحياةِ تمرُّ قهرَا
وليس عليكَ في الأنواءِ إلَّا
غطاءَ الصَّبرِ، لا أُخفِيكَ سِرَّا
لقد فاضت جرارُ الصَّبرِ شهدًا
وقد عانت جرارُ اليأسِ كَسرَا
ألم تعلمْ بأنَّ اللَّهَ أهدى؟
لنا مِنْ بعدِ عُسرِ الحالِ يُسرَا
وكم كَسرٍ تعافى بعد جبرٍ
وكم خطبٍ بعونِ اللَّهِ مَرَّا
فلا تقنطْ لأنَّ اللَّهَ عدلٌ
إذا يعطيكَ عندَ الصَّبرِ أجرَا
هي الدُّنيا تغرُّ النَّاسَ حينًا
إذا دانت، وليست مُستقرَّا
كما الزِّلزالِ يضربُ في ثوانٍ
فهل نبني على الزِّلزالِ قصرَا؟!
رياحُ الموتِ تعصفُ حيث دارت
فشيِّدْ قبلَ عصفِ الرِّيحِ قبرَا
بهِ الأعمالُ مِنْ مشكاةِ خيرٍ
تُضيءُ القبرَ أنوارًا وبِشْرَا
وكنْ للنَّاسِ قِنديلًا مُضيئًا
فذا يُهدِيكَ بعدَ العُمرِ عُمرَا
لأنَّ النَّاسَ كالنِّيرانِ تخبو
وتبقى مِنْ رمادِ النَّارِ ذِكرَى
بقلمي حازم قطب
تعليقات
إرسال تعليق