مأساة الزلزال // الشاعر عبد الحميد العامري


مَأسَاةُ الزِّلزَال 


البَهَاءُ     الَّذي    أَلِفْنَاهُ     غَابَا 

والدَّمَارُ   الَّذي   رَأيْنَاهُ     نَابَا *


والهَدِيْرُ  الَّذي  عَلَا   كُلِّ  شِبْرٍ 

صَارَ  صَمْتًا   مُشَوَّشًا  واكْتِئَابَا

***

كيفَ لِلْصَّمْتِ أنْ يُغَادِرَ مَدْحُوْرًا ..

..وهَذا الذُّهُوْلُ  يَأبَى انْسِحَابَا !


كيفَ لِلْعَيْنِ أنْ يُزَاوِرَهَا النَّوْمُ ...

.وقَد شَاهَدَتْ مع المَوْتِ نَابَا* !


كيفَ لِلْعَيْشِ أنْ  يَطِيْبَ ومِنَّا

طَعَنَاتُ  الأَسَى  تَزِيْدُ   انْتِهَابَا 


والزَّمَانُ الَّذِي وَهَبْنَاهُ عَهْدًا 

من (عَنَانَا) اشْتَفَى وزَادَ اكْتِسَابَا ؟!

***


لَيْتَهُ الوَجْدُ أنْ يَخِفَّ اشْتِعَالًا

لَيْتَهَا الرُّوْحُ أنْ  تَكُفَّ انْتِحَابَا 


لْيْتَهَا مُهْجَتِي تَكَفّ عَن التَّبْ..

..رِيْحِ أو تَسْتَعِيْدَ عَنِّي الصَّوَابَا

***


(قَابَ قَوْسِيْنِ) والمَنَايَا أنَاخَتْ

طَائِرُ النَّوْحِ  قَد  أذَاعَ  الخَرَابَا !


(قَابَ قَوْسِيْنِ) والمُنَى عَالِقَاتٌ

والثَّوَانِي    تَعَقَّبَتَهَا    اسْتِلَابَا !


فَاسْأَلِ الذُّعْرَ كيفَ أَلْقَى الضَّحَايَا !

واسْأَلِ الرَُّعْبَ كيفَ أَنْهَى الخِطَابَا !


واسْألِ الآهَ كيفَ  أهْوَى  شَرُوْدًا !

واسْألِ الوَعْيَ كيفَ ذَابَ ارْتِيَابَا !


واسْألِ اللَّيْلَ  ما الوُجُوْمُ  ودَعْهُ

يُخْبِرِ الصُّبْحَ  أنْ يُصِيْغَ  الجَوَابَا 

***


مَا المَنَايَا وقَد وَعَيْنَا المَنَايَا !

مَا المُلِمَّاتُ إنْ أَرَدْنَا احْتِسَابَا !


مَا الدَّوَاهِي وقَد غَدَتْ مُؤنِسَاتٍ !

مَا الرَّزَايَا وإنْ بَلَغْنَ النِّصَابَا !


الأَنِيْنُ الَّذِي وَعَيْنَاهُ عَاتٍ

كيف نَرْوِي بِهِ مِن القُوْلِ بَابَا ؟


كُلَّمَا لَاحَ لِلرُّكَامِ سُكُوْنٌ

زَادَنَا غُصَّةً فَزِدْنَا اضْطِرَابَا 


(سُوْرِيَا) أَذْهَبَ (البَلَا) مُقْلَتَيْهَا

بَلْبَلَ الدَّهْرُ حَالَهَا واسْتَثَابَا


دُرَّةُ الشَّامِ يَا صُرُوْفَ اللَّيَالِي

كيفَ يَقْوَى العَنَاءُ فِيْهَا انْتِدَابَا ؟


(تُركِيَا) والمُصَابُ مَأسَاةُ دَهْرٍ

قَد أَكَلَّ الثَّرَى وأَبْكَى السِّحَابَا 


يَارَعَى اللَّهُ حُسْنَهَا مِن بِلَادٍ

كم أطَابَتْ وكم هَوَاهَا أطَابَا

***


البُيُوتُ الَّتِي نَمَا الحُبُّ فِيْهَا

أَينَ مِنْهَا غَدَا وأينَ اسْتَطَابَا ؟


قَهْقَهَاتُ الصِّغَارِ لَمَّتْ صَدَاهَا 

وشُجُونُ الكِبَارِ أَضْحَتْ ضَبَابَا 


ذِكْرَيَاتُ السِّنِيْنِ نَامَتْ حَيَارَى

كُلُّ شَيْءٍ هُنَاكَ أَمْسَى سَرَابَا

***


إنَّهُ الحَتْفُ لاخِيَارَاتُ فِيْهِ

قَدَّرَ اللَّهُ عِلْمَهُ و الكِتَابَا


سَلْ طُلوْلَ الدِّيَارِ هل ذَا بِمَنْأَى ؟

عن أيَادِي البَلَاءِ أو ذا مُحَابَى ؟


كم نَعِيْمٍ يَدُ الرَّدَى أَبْدَلَتْهُ

وَأَهَالَتْ عَلَى عَظِيْمٍ تُرَابَا !


مَا علَى الأَرضِ من خُلُودٍ لِحَيٌّ

فَاقْصِرِ الطَّرْفَ واتَّخِذْهَا رِكَابَا 


عبدالحميد العامري

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أتمنى أن تساوي حياتك انقاذها .. بقلم .. رضوان العصيوي 

ابن الزمان ...بقلم الشاعر....نظام الدين عيد

فقدان //بقلم ـ الأديب " الشاعر رضوان العصيوي

أمـــــاه.... بقلم الشاعر:: منذر حنا

النخوة والشهامة والغيرة عند العرب .. بقلم ..  د. صالح العطوان الحيالي -

.مسافر زاده الخيال//بقلم الشاعرة//بسمات محمد

أكتب يا قلم… بقلم الشاعر عبدالقادر حصحاص

أنا تونسية من  أب  جزائــــــــــري… بقلم الشاعرة فلة ميهوب شوشان

وازهر الليل... بقلم الشاعرة:: ريـــــــــم الكافي

ابنة الشمس/// ليلى زيدان