منديلي # الشاعرة أميمة معتوقي


{{منديلي }}

منديلي.. 

سبعُ ليالٍ قضيتها.. 

سبعٌ يغمرها الحنين 

لأجلك طرزتُ حواشيه 

هندستهُ.. رتبتهُ

تركتُ عليهِ أصابعي 

وألفُ حلمٍ من يقين 

منديلي أبيض 

بياضَ وجه أبي 

نقيٌ كالياسمينْ 

سبعُ ليالٍ قضيتها 

أرصُّ فيها الأمنيات 

خيطٌ من رمشي 

وآخرُ من الشرايين 

انظرْ لتلك الوردة 

كم تعبت في تطريزها 

حتى لأحسبنها كنزيَّ الثمين 

سبعُ ليالٍ فيها ما فيها 

فيها احدودبَ ظهري

بهتَ عطري.. 

وغفى القمرُ ألفَ مرة 

تحت معصمي 

والليل يدق في تعبي 

ألف إسفين.. 

كلما لحظة غفوت من تعب 

 مذعورة أفقت أحسبها سنين 

وكيف أغفو عن منديلي 

وأنا أرتبه لحبيبي هدية 

هو بمثابة قلبي 

هو بغلاوة عيني 

وتلك الألوان 

له فقط أهندسها 

 كأنني أم.. 

ومنديلي الجنين 

هو لك حبيبي 

لتمسح من حر الشوق 

وجنتيك ولتمسح الجبين 

(سلمت يداك حبيبتي 

إني إليك بكلي مدين) 

عبارة كم حلمت أسمعها 

مصحوبة بابتسامتك التي 

أغنتني عن العالمين.. 

ما كنت أحسبك ستسحقني 

حين قلبته بين كفيك 

تقول ما هذا؟!

تضحك ساخراً

 أعهد جدتك تتقمصين 

منديل من زمن الغابرين 

أسبع ليال.. سبع ليال تدفنها 

في مقبرة ضحكة

 وتستهين.. 

جمدت أوصالي وما احتركت 

مصعوقة هلا لما قلت أعدت 

مذهولة..

 قد شب في روحي الأنين 

هل أقسم برب الملكوت 

هل أحلف هل أغلظ لك اليمين 

أن هذا المنديل بين طياته أنا 

أحلامي وآمالي.. 

فيه عشقي والحنين 

فيه نبضي..

 فيه كلي لا بعضي 

فيه انتفاضات الوتين 

فيه دموع.. كلما مر بي طيفك 

من فرط شوقي.. بها أستعين.. 

ألف شكر..

ٍ وخذ ما أعطيتني وارحل

وذكرى جرح أعمق 

من طعن السكاكين 

فما عدت بعد اليوم بيت أحلامي 

ولا عدت بعد اليوم 

فارسي الأمين..

...............................

أميمة معتوقي 

سوريا /دمشق

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أمـــــاه.... بقلم الشاعر:: منذر حنا

غريب بين أقنية الجفون للشاعرة اللبنانية المبدعة ليلى زيدان صابوني

مالي أراكِ على كل الوجوه : بقلم الشاعر الذواق احمد احمد

سبق السيف العدل=.بقلم… فوقية خضر

عساك ' تبلغ الأحلاف' عني : بقلم الكاتب والشاعر مصطفى مزريب

مفاعيل الخوف بقلم الشاعر فؤاد زاديكي

**جنح الليل --2** بقلم .. رؤوف مرداس

&& البعد && بقلم الشاعر اسماعيل خشناو

//قد زرتها في كوخها// بقلم المحامي عبد الكريم الصوفي

مجموعة شعرية بقلم الأستاذة سلوى برشومي / مصر/ الأسكندرية