مجموعة شعرية // للشاعر المبدع د. محمد القصاص
أنا ابنُ فقيرٍ....... ((34))
قصيدة
بقلم الدكتور محمد القصاص
الخميس 8 تشرين الثاني 2018
أنا ابنُ فقيرٍ ما أنصَفَ الدَّهْرُ حظَّــهُ *** شُجاعٌ أبيٌّ مُكْرَمُ النَّفسِ طيِّبَـــــــا
يُعامِلُ بالحُسنى ويَعفو إذا اعتـــــدى *** عليهِ ظلومٌ بقولِ أهلا ومرحبــــــا
إذا سبَّهُ الجهالُ يمضي كأنَّــــــــــــهُ *** غريبا ولا يُعطيهِ للسَّبِّ مطلبــــــا
وَدُودٌ بشوشٌ يألفُ الناسُ وجْهَــــــهُ *** لطيفٌ إذا حادَثكَ أشْجَى وأطْرَبـــا
وكانَ وفيَّاً لا يَخونُ صديقَـــــــــــــهُ *** وَقورٌ حليمٌ طاهرُ الذيلِ أرْحَبَــــــا
رؤوف يَقدُّ الزَّادَ بينَ عيالِــــــــــــهِ *** عفيفٌ ويُعطي الزَّادَ ظَهرَا ومِنْكَبَا
ويُعرِضُ عن زلاَّتِ من كان دونَــهُ *** حييَّاً إذا ما عادَ للبيتِ أهْيَبَــــــــــا
إذا همَّهُ أمرٌ يغافلُ هَمَّـــــــــــــــــهُ *** أطاحَ بأسبابِ الهمومِ وأذهبَـــــــــا
أتيتُكَ يا اللهُ أرجوكَ رَحمــــــــــــةً *** لمن تَخِذَ الغفرانَ والحِلمَ مَذْهَبَـــــا
الدكتور محمد القصاص - الأردن
*************************
نجوى قلب......((35 ))
قصيدة
شعر – الدكتور محمد القصاص
الاثنين 5 تشرين ثاني 2018
أُقاوِمُ فِيكِ الحُبَّ وَهْـــوَ غَريـــــــــرُ *** ويُجْدِبُ مِنْكِ الرَّوضُ وهـوَ مَطِيــــرُ
أسائِلُ عَنكِ الوَجْـدَ وهو مُـــــــؤَرَّقٌ *** فكيفَ يُجبني والفؤادُ كسيــــــــــــرُ؟
وتُمطرُ في الصَّحراءِ عذباً وسُحبُها *** غدَتْ تَتَخَـطَّى الرَّوضَ ثمَّ تَسيـــــرُ؟
تُعَاقرُ عَذبَ الماءِ حيثُ تنالَــــــــــهُ *** وتَحبسُ عنِّي الغيثَ وَهوَ وَفِيـــــــــرُ
أقاتلتي جودي عليَّ بقطْــــــــــــرةٍ *** فمثلكِ في أسْــرِ القلوبِ خبـيــــــــــرُ
ومِثْلُـكِ علامٌ بما فعـــلَ الهَــــــوى *** ومِثْلُكِ في كسر القلوبِ بَصيــــــــــرُ
تعذبني في العِشقِ والحقُ أنَّـنـــــي *** جَهولٌ بأدواءِ النِّساءِ غَريـــــــــــــــرُ
نعمْ ..إنني في خَلوتي وتَعَاسَتــــي *** أُعَانِـــدُ أقْـداري وهُـنَّ .. مَصـــــــيرُ
أُعَانِـدُ فيكِ النَّفْسَ وهيَ أبيـــــــــةٌ *** تُراودني بالشَّوْقِ وَهُـوَ عسـيــــــــــرُ
فلو ترى قلبي حين يَعْصِفُ بالهوى *** ويُحرقُ صَدري جمرُهُ وَهَجِيـــــــــرُ
إذا جاءَتْ النَّسْمَاتُ هبتْ بَرَوْحِـهـا *** تَداعى لها في الخافقينِ عَبيــــــــــــرُ
أناشدُ مِنكِ الرُّوحَ وهي عزيـــــزةٌ *** وأخطبُ منكِ الوُدَّ وهوَ أسِيــــــــــــرُ
أقاومُ بؤسي مذ وقعتُ بِحُبِّهـــــــــا *** وغيري يبيتُ اللَّيلَ وهـوَ قريـــــــــرُ
أعلل نفسي والهمومُ كثيــــــــــــرةٌ *** وأمسحُ جرحي والنَّزيفُ غزيــــــــرُ
وتمنعُ عَنِّي الوَصْلُ وهوُ مُيَسَّــــــرٌ *** لغيري .. تَمدُّ الطَّرْفَ وهوَ حَسِيــــِرُ
ونفسي ضناها الوَجْدُ والحبُّ والأسَى *** فَيغشاها من ألم الفراق زَفِيـــــــــــــرُ
وفي الصَّدرِ أحزانٌ تَغيبُ وتَرعوي *** وفي القلبِ آلامُ الهوى وسَعِيــــــــــرُ
سأَرْقُبُ منكِ الودَّ وهو مُعَــــــــذِّبٌ *** ولكنَّ فعلَ العابثينَ يَسِيــــــــــــــــــرُ
فَكُنْتِ على جَفْوٍ تريني مـهادنـــــــا *** مع اني على ظُلمِ الحَبيب قـدِيــــــــرُ
فكم من مُحبٍّ في العذابِ مُخَلَّــــــدٌ *** وكم من وفيٍّ بالعذابِ جَديـــــــــــــرُ
فما حبنا إلا كحلمٍ قتلتِــــــــــــــــــهِ *** فجفَّت به أحواضُنا وغديـــــــــــــــرُ
فإن تُخلصي في الحُبِّ حينا فـإنَّـــهُ *** يكون كنقشٍ باهتٍ وَسُطــــــــــــــورُ
تعالِي إليَّ كي تواسي مِنْ الأسَـــى *** تعالِي أنظرينـي .. فالفـؤادُ كَسِيــــــرُ
فقد تَحْسَبِيني بالعذاب مكابــــــــراً *** فنارُ الجوى بين الضُّلوعِ تَمُـــــــــورُ
صَبَرتُ ولكنْ لم يفدني تَصَبُّـــري *** ورحْتُ وهمِّي بالضُّلوعِ كَبيـــــــــــرُ
ألا فارحمي قلباً تفطَّرَ بالأسَــــــىً *** وفي فَلَكِ العُشَّاق راحَ يَــــــــــــــدورُ
فـقَدْ فارقتْ عَينَـيَّ وهيَ كئيبـــــــــةٌ *** وغَابَتْ وَقلبي قد لظاهُ سَعيــــــــــــرُ
فإن تعذليني لا تخافي مَلامَـــــــــــةً *** فإني على ما تفعلينَ صَبُـــــــــــــورُ
رَسَائِلُ عِشقٍ لِـْلْبُغَــاثِ تَبُثُّهَـــــــــــا *** فيَهْنَــــأَ فيها خَاسِئٌ وحَقـيــــــــــــــرُ
تُجاملُ فيها الخاسئيــن لأنهـــــــــــمْ *** أَرَاذِلُ قَوْمٍ كاذبٌ وغَــــــــــــــــرورُ
وعندي الهَوى أن لا ينــالَ مَوَدَّتِــي *** خَؤونٌ فهل في الخائنين جديـــــــــرُ
ولا ألتَمِسْ للنَّفْسِ ودَّاً يُــذِلُّهَـــــــــــا *** ولنْ أنتقي خِلاًّ غَشَاهُ ثبـــــــــــــــورُ
سأبقى على السِّرِّ العَظيمِ مُحَافِظَــــاً *** وَيَرْفُضُ مثلي أن يُهان عَشيــــــــــرُ
وإن غبتِ عني في الضُّلُوعِ مُقيمَــةٌ *** لها في فؤادي بهجةٌ وحُضُــــــــــورُ
فإن كنتِ في صَخبِ الغَرامِ أسِيــرَةً *** فقومي لعيشٍ .. فالزمانُ قصيـــــــرُ
تناسي حبيبا كان يوما بحبــــــــــــهِ *** وفيا فأضناه الحبيبُ ثُبُــــــــــــــــورُ
الدكتور محمد القصاص - الأردن
************************
لم يعد في الكون صدقا...... ((36))
قصيدة
بقلم الدكتور محمد القصاص
لم يعدْ في الكون صدقا أو وفـــــاءْ *** إنِّما كَذِبٌ وزيفٌ ورِيَـــــــــــــاءْ
لا تُصَدِّقْ في الدُّنا قولَ الخــــؤون *** علَّ ما يُبديهِ مَكْراً ودَهَـــــــــــاءْ
يا إلهي كم أجدْ فيها أســــــــــــــى *** ووجدنا زعمهم فيها هُــــــــــرَاءْ
كم تعبنا في سبيل الحقِّ حتــــــــى *** قد عرفنا أن بالحقِّ شقــــــــــــاءْ
يا خليَّ القلبِ هذي قصَّتــــــــــــي *** كنتُ أحياها بأمنٍ وصَفَـــــــــــاءْ
ما فعلنا ؟ فلمَ تخذلنـــــــــــــــــــي *** ولمَ تُبدي الأسى فيمن أســــــــاءْ
صِرتَ ذا وجهينِ فيما تَدَّعِــــــــي *** رُحتَ تحياها عذابا وعنــــــــــاءْ
إكشف الأسْتار واصنعْ ما تَــــرَى *** أو تنحَّى عن ملاذِ الأتقـيـــــــــاءْ
لمَ تنساني وقد عاهدتنـــــــــــــــي *** أن يكن في الحبِّ عنوانَ الوفـــاءْ
إن ما عشناه مع آمالنــــــــــــــــا *** سنواتٍ كلُّ ما فيها هَبَــــــــــــــاءْ
فلتحاذر طبعك الباغـــــــــــي إذا *** رُمت أن تختارَ يوما أصدقــــــاءْ
وإذا شئْتَ هدوءا فاتقـــــــــــــــي *** من شِرار الخلقِ بعضَ البؤســـاءْ
يا إلهي كيف كانتْ خيبتــــــــــي *** مذ عَرَفتُ اليوم فعلَ التُّعســـــــاءْ
يُلدغُ المؤمنُ من جُحْــــــــــرٍ إذا *** أحْسَنَ الظنَّ ولكنْ بغبــــــــــــــاءْ
ما تَساوى الناسُ في أهوائهـــــمْ *** أو يكونونَ سَواءً بِسَـــــــــــــــواءْ
الشاعر الدكتور محمد القصاص - الأردن
******************************
يا جسرُ ويحك...... ((37))
قصيدة
بقلم الدكتور محمد القصاص
الخميس الأسود 25 أكتوبر 2018
يا جِسرُ ويحك قد قَصَمْتَ فــــؤادي *** أدميتَ عيني والجُفونُ صَــــوادي
أهرَقتَ دمعَ العينِ في آلامهــــــــــا *** أهرَقْتَهُ والمُفزعاتُ بــــــــــــوادي
يا بَحرُ قد أدميْتَ جُرحا نازفـــــــــا *** بين الحنايا واستبحتَ فـــــــــؤادي
حتى متى يا بحرُ تبقى صامتـــــــــا *** حتى متى والموتُ بالمرصَـــــــادِ
قل لي بصدقٍ هل تعودَ بنوبَـــــــــةٍ *** أخرى فتودي فلذَةَ الأكبَـــــــــــــادِ
رحماكَ إني ما احتملتُ تألُّمِــــــــي *** وتأمُّلِي في تلكمُ الألحَــــــــــــــــادِ
يا بحرُ هل علِموا بأنكَ ميِّــــــــــتٌ *** والموتُ طبعَكَ من سِنينَ غــوادي
تمضي الدُّهورُ ولم تزلْ بنوائـــــبٍ *** من عَهدِ لوطٍ والهمُومُ عـــــــوادي
تلكُ المصائبُ لم تزلْ بسعيرهــــــا *** بين الحنايا كالرِّماحِ حِـــــــــــــدادِ
رحماكَ قد ثَقُلَتْ عليَّ شدائِــــــــدِي *** ومصائبي بالأمسِ بتنَ شِـــــــــدادِ
تبكي المآقي بالأسى فدموعهـــــــــا *** أدمَتَ لعَمْرُكَ بالجراحِ فـــــــؤادي
إني شكوتُ مصائبي وتألُّمــــــــــي *** ومواجعي حتى فقدتُ رَشـــــــادي
هل لي سؤالٌ ما دهاكَ لتَعتـــــــدي *** فاجأْتَني حدثا بلا ميعـــــــــــــــــادِ
أعلمْتَ أنِّي قد اتيتُك غاضبـــــــــــا *** فتكسرتْ في مِعصمي أصْفـــــادي
آليتُ إلا أن أبادِلَكَ الأســــــــــــــى *** بتعاملِ الأضداد للأضــــــــــــــدادِ
أنت الذي نازلتَ أزهارا وقـــــــــد *** فاقتْ فِعَالُكَ سَطْوة الجـــــــــــــلادِ
وإذا بزهراتٍ تلاشتْ فَجْــــــــــــأةً *** كالطَّير ترجو رحمة الصَّيَّـــــــــادِ
لو كُنْتَ حيَّا ما بدتْ أجْسادَهُــــــــمْ *** إلا ضِراما أو بقايا رَمَــــــــــــــادِ
ما إنْ تعالتْ في المدى صَرَخَاتُهـمْ *** حتى اختفى في شاطئيكَ مُـــرادي
يا فلذةَ الأكبادِ باتتْ حيرتــــــــــــي *** ما بينَ دَمْعِكُمُ ودمْعِ الــــــــــوادي
فنرى السَّواحِلَ قد بكتْ شُهداءِنــــا *** ونِرى المآذنَ وُشِّحَتْ بِسَـــــــــوادِ
فإلى متى يا بحرُ تبقى هكـــــــــــذا *** أكأنَّ موجَكَ كان بالمِرصَــــــــــادِ
هل تألُ جُهدا حين تَستهـوي الأذى *** تأتي تُبَاغِتُنا بكلِّ عِنَــــــــــــــــــادِ
فأتى الرِّجالُ وقدَّموا أرواحهــــــــمْ *** وهمُ النشامى كانوا كالآســــــــــادِ
هبُّوا فكانوا للشَّجَاعَةِ مَعْلَمَــــــــــــا *** يُفدونَ بالأرْوَاحِ والأجْسَــــــــــــادِ
قل لي بربكَ هل نراك مسالمــــــــا *** حتى تواسي حرقةَ الأكبَــــــــــــادِ
إنا شكونا للإله مَصائبــــــــــــــــــا *** وفواجعاً كانتْ بلا مِيعَــــــــــــــادِ
الدكتور محمد القصاص - الأردن
************************
ذريني في الحنين.......((38))
قصيدة
بقلم الشاعر – الدكتور محمد القصاص
الثلاثاء 23 أكتوبر 2018
ذريني في الحنين فإنَّ قلبــــي *** يسافرُ نحوَ قلبِكِ للتَّصَافـــــــــــي
فإنَّ الوصْلَ شيمةَ كلِّ حُــــــرٍّ *** فقطَّعتِ التواصُلَ للتَّجافـــــــــــي
فكنتُ البحرَ يزخرُ باللآلـــــي *** وكنتِ الرَّملَ ينثرُ في ضِفافـــــي
مُريني أقطعُ الآفاقَ حبـــــــوا *** أتيه العمرَ ما بين الفيافــــــــــــي
فأصْحَبُ فيها أبناء الضواري *** ذئابا قد تؤالفُ أو تُجافـــــــــــــي
فلا أخشَ بها كلبا عقـــــــورا *** ولا الحيَّاتِ تزحفُ في السوافــي
يكونُ العقربُ المَسمومُ أوفـى *** من الخِلِّ المُزَيِّفِ ذي الخوافــــي
فلا النذلَ الحقيـرٍ به حفــــــيٌّ *** فيرميني بثالثة الأثافــــــــــــــــي
وإني لم أرَ بالبــذخِ يومـــــــا *** حياةً بل أعيشُ على الكَفَــــــــافِ
وآكلُ خبزَتي من غَيـــــرِ ذُلٍّ *** وأشْرَبُ كأسَها مُرّاَ زُّعَـــــــــافِ
أعيشُ بهذه الدُّنيا وحيــــــــدا *** وجُلُّ الصَّحبِ ما سَتروا رُعَافـي
فلا خلٌّ يواسيني صَـــــــدوقٌ *** ولا حظٌّ يلاحقني بكافِـــــــــــــي
ولا عيشٌ أكونُ بهِ رغيـــــدا *** وأيامٍ لنا سودٌ عِجَـــــــــــــــــافِ
حيينا عيشةَ الفقراء عمـــــرا *** وعشنا في المقيضِ على الجَفافِ
تنازعني الهُموم فلا تذرنــي *** فتنسيني الحُروفَ مع القوافِـــي
إلهي إن رضيتَ فلا أبالـــي *** بعيشٍ ساءَ أو خِلٍّ يُجافِــــــــــي
*************************************************
يا أنتِ .......((39))
قصيدة
بقلم الشاعر الدكتور محمد القصاص
الثلاثاء 23 أكتوبر 2018
يا أنتِ .. هاتي من غرامِكِ أودعـي *** في القلبِ حبّا لا يموتُ بأضلعـــــي
اليومَ جئتُكِ حاسرا متـمــــــــــــرِّدَا *** والشَّوقُ يهمي من محاجرِ مَدْمعــي
يا أنتِ .. أوْعدْتِ الفؤادَ بموعِــــــدٍ *** أخلفته حتى تجاوزَ مسمعــــــــــــي
أنتِ الجمالُ وأنتِ عَذبُ مـــواردي *** ظمآنُ قلبي روِّهِ وتمتَّعِــــــــــــــــي
هيا اسقني بعضَ الرُّضابِ لعلهــــا *** تُبري جراحي ساعةً وتذرُّعــــــــي
فهو المصفَّى لا يُملُّ شرابُـــــــــــهُ *** هيَّا اسقني بتمهلٍ لا تجزعــــــــــي
فأنا بشَطِّكِ قد حبسْتُ مراكبـــــــي *** أمَدَا وطيفُكِ لا يفارقُ مهجعــــــــي
أحنو لقربك والشِّفاهُ تَشوقنـــــــــي *** والثَّغرُ يُدنيني إليكِ تَشفَّعِـــــــــــــي
إنْ تمنحيني فرصَةً سأنالـهــــــــــا *** ويكُونُ في دنياكِ أزهى مربعـــــي
إني عشقتُكِ يا منايَ فهـــــــل أرى *** حلما وعِطرُكِ في مُلاءَة مَخدَعِـــي
لله درُّكِ إنْ أدرتِ لواحظـــــــــــــا *** عني وحِضْنُكِ ما يزالُ بمرتَعِـــــي
اليومَ قد آتيكِ بكلِّ مشاعِـــــــــــرِي *** ما زال طبعُكِ قاسيا أوَ تَرجِعــــــي
هذا فؤادي حين يَوقظُه الهـــــــوى *** تسري به روحي ويُوهِنُ أضلعـــي
فذري الهوان لمنْ يظلُّ مُجافيــــــا *** وخذي مكانَكِ في الهوى وتربَّعِـــي
فأنا لثَغْرِكِ قد رجعْتُ ومنيتـــــــي *** رشفَ الرُّضَابِ فقاومي وتَمَنَّعِــــي
إني اهتديْتُ إلى جوارِكِ فانظـري *** بعضَ انكساري بالهوى وتَصَدُّعـي
أرجوكِ يا دنياي لا تذري لنـــــــا *** هلا تداوي الجرحَ أم هل تمنعِـــي
فعسى يداكِ إذا لمستِ جراحَــــــهُ *** أشفيْتِ قلبي بالهوى وتَوجُّعِــــــــي
أوَ ما تعاهدنا لكي يبقى الهــــــوى *** يَرْعى القلوبَ فهل ترينيَ مُدَّعِـــي
إني رجوتك أن تُقيلَ تعَثُّـــــــــري *** يا رَبِّ واقبلْ في الدعاءِ تَضرُّعـي
الدكتور محمد القصاص - الأردن
*********************
ابتعد دعني.......((40))
قصيدة
بقلم الدكتور محمد القصاص
ابتعدْ ! دعني بأحلامي سَعيــــــــــــدا *** لا تُعاند من إذا قال عنيــــــــــــدا
لا تذرني في دروبِ التِّيهِ أمشِــــــــى *** علَّني بالتِّيهِ أثقلْتُ الوَريــــــــــــدا
خبِّرْ الأكوانَ عنَّا كيفَ صِرنـــــــــــا *** مع بقايانا أذلَّاءَ عبيــــــــــــــــــدا
إنْ تنافقْ ملَّةَ البغي ستبقــــــــــــــــى *** آمِنا في سِربِهِم تحيا سعيــــــــــدا
وإذا ما شئتَ أن تبقى مَصُونــــــــــا *** قبِّلْ الأكتافَ والكفَّ العتيــــــــــدا
وتبتَّلْ بين أيديهِمْ بِــــــــــــــــــــــذلٍّ *** كي تنالَ البِرَّ ولتبقى بليــــــــــــدا
قدِّم القُربانَ للأصْنامِ حتـــــــــــــــى *** تَتَّقِي الأهوالَ والبأسَ الشَّديـــــــدا
لا تُعاندْ من طغوا في الأرضِ كيـلا *** ترتمي في البؤسِ والذلِّ طريــــدا
وانصُرْ الباطلَ وانس كلَّ عَـــــــدلٍ *** جانبْ المعروفَ والقولَ السَّديـــدا
قَبِّلْ الأقدامَ أو تبدو خَــــــــــــــذُولا *** واطلبْ الرضوانَ كن فيه زهيــدا
واطلبْ الغُفْرانَ من قومٍ رُعَــــــاعٍ *** دنَّسُوا الأرضَ فكادَتْ أن تَميــــدا
يا سفيه القومِ قد عثتَ فَسَـــــــــــادا *** في نواحي الأرْضِ شيطانا مَريـدا
أيها القاتلُ قد يُردِيكَ سَيْـــــــــــــفٌ *** فانتقِ قبرا يُواريكَ مَديــــــــــــــدا
أيها القاتلُ كم آذيتَ خَلْقَــــــــــــــــا *** قاتلٌ في طبعه قتلا أكيــــــــــــــدا
قاتلٌ أنتَ ومَقتولٌ ولكــــــــــــــــنْ *** بعد حينٍ حتفُهُ ليس بعيـــــــــــــدا
فتنحَّى يا أخا الإجرامِ عنَّــــــــــــــا *** وانتظرْ يومَكَ والمَوْتَ الأكيــــــدا
أنتَ في جَهلٍ عظيمٍ وغبـــــــــــاءٍ *** تدَّعي الحِكْمةَ والأمْرَ الرَّشيــــــدا
جئتَ من نسْلٍ يَهوديٍّ حقيـــــــــرٍ *** يوم أن كانوا نياما ورقـــــــــــودا
تخذوا الإسلامَ للإفكِ وِجــــــــــــاءً *** وعلى أنقاضِهِ خانوا العهــــــــودا
دأبوا في ظلمهم بعضَ عُقُــــــــــودٍ *** واستمات الشعبُ قرنا أو يزيــــدا
كان من ينجو من السَّيْفِ حفيَّـــــــا *** جاء للدنيا كمن يأتي وليـــــــــــدا
كلَّ يومٍ عاشَهُ فيها سليمَـــــــــــــــاً *** مثلَ من نالَ بها عمُرَاً جديــــــــدا
قل لمنْ باتوا لصُهيونَ كلابــــــــــا *** فبنِي صُهيونَ يرْجونَ مَزيــــــــدا
تقتلونَ الناسَ ظلمَاً لم تُبالـــــــــــوا *** كنتمُ للحيفِ خُدَّاما عبيــــــــــــــدا
أمَّةَ العربِ حذارِ أن تفيقــــــــــــوا *** من يفيقُ اليوم قد يُمسي فقـيــــــدا
من يساندْ في الدُّنا أنصَارَ حَـــــــقٍّ *** أو يصاحبهم فقد يقضي شهيـــــدا
وإذا ما كنْتَ بين النَّاسِ حُــــــــــرَّاً *** قد تغادرها قتيلا أو وئيــــــــــــدا
أتراني قد تناءيتُ ابتــــــــــــــــذالا *** حتى لا أحيا بأوطاني شريـــــــدا
هاتِ كأسا من شذى الأزهــارِ روِّي *** جنَّة الأبرارِ لا تخشَ وعيـــــــــدا
وانْظِروهم إنْ دُعُوا للثأرِ يومـــــــا *** حَطَّمُوا الأصْنامَ أوْ فُلُّوا الحديـــدا
سوف يعلو صوتهم بالحقِّ يومــــــا *** لترى الظُّلامَ في البأس خلــــــودا
قد يطولَ الظُّلمُ في الأوطان حتَّـــى *** تنْزِعُوا الأصْفادَ منها والقُيـــــودا
الدكتور محمد القصاص – الأردن
قصيدة
بقلم الدكتور محمد القصاص
الخميس 8 تشرين الثاني 2018
أنا ابنُ فقيرٍ ما أنصَفَ الدَّهْرُ حظَّــهُ *** شُجاعٌ أبيٌّ مُكْرَمُ النَّفسِ طيِّبَـــــــا
يُعامِلُ بالحُسنى ويَعفو إذا اعتـــــدى *** عليهِ ظلومٌ بقولِ أهلا ومرحبــــــا
إذا سبَّهُ الجهالُ يمضي كأنَّــــــــــــهُ *** غريبا ولا يُعطيهِ للسَّبِّ مطلبــــــا
وَدُودٌ بشوشٌ يألفُ الناسُ وجْهَــــــهُ *** لطيفٌ إذا حادَثكَ أشْجَى وأطْرَبـــا
وكانَ وفيَّاً لا يَخونُ صديقَـــــــــــــهُ *** وَقورٌ حليمٌ طاهرُ الذيلِ أرْحَبَــــــا
رؤوف يَقدُّ الزَّادَ بينَ عيالِــــــــــــهِ *** عفيفٌ ويُعطي الزَّادَ ظَهرَا ومِنْكَبَا
ويُعرِضُ عن زلاَّتِ من كان دونَــهُ *** حييَّاً إذا ما عادَ للبيتِ أهْيَبَــــــــــا
إذا همَّهُ أمرٌ يغافلُ هَمَّـــــــــــــــــهُ *** أطاحَ بأسبابِ الهمومِ وأذهبَـــــــــا
أتيتُكَ يا اللهُ أرجوكَ رَحمــــــــــــةً *** لمن تَخِذَ الغفرانَ والحِلمَ مَذْهَبَـــــا
الدكتور محمد القصاص - الأردن
*************************
نجوى قلب......((35 ))
قصيدة
شعر – الدكتور محمد القصاص
الاثنين 5 تشرين ثاني 2018
أُقاوِمُ فِيكِ الحُبَّ وَهْـــوَ غَريـــــــــرُ *** ويُجْدِبُ مِنْكِ الرَّوضُ وهـوَ مَطِيــــرُ
أسائِلُ عَنكِ الوَجْـدَ وهو مُـــــــؤَرَّقٌ *** فكيفَ يُجبني والفؤادُ كسيــــــــــــرُ؟
وتُمطرُ في الصَّحراءِ عذباً وسُحبُها *** غدَتْ تَتَخَـطَّى الرَّوضَ ثمَّ تَسيـــــرُ؟
تُعَاقرُ عَذبَ الماءِ حيثُ تنالَــــــــــهُ *** وتَحبسُ عنِّي الغيثَ وَهوَ وَفِيـــــــــرُ
أقاتلتي جودي عليَّ بقطْــــــــــــرةٍ *** فمثلكِ في أسْــرِ القلوبِ خبـيــــــــــرُ
ومِثْلُـكِ علامٌ بما فعـــلَ الهَــــــوى *** ومِثْلُكِ في كسر القلوبِ بَصيــــــــــرُ
تعذبني في العِشقِ والحقُ أنَّـنـــــي *** جَهولٌ بأدواءِ النِّساءِ غَريـــــــــــــــرُ
نعمْ ..إنني في خَلوتي وتَعَاسَتــــي *** أُعَانِـــدُ أقْـداري وهُـنَّ .. مَصـــــــيرُ
أُعَانِـدُ فيكِ النَّفْسَ وهيَ أبيـــــــــةٌ *** تُراودني بالشَّوْقِ وَهُـوَ عسـيــــــــــرُ
فلو ترى قلبي حين يَعْصِفُ بالهوى *** ويُحرقُ صَدري جمرُهُ وَهَجِيـــــــــرُ
إذا جاءَتْ النَّسْمَاتُ هبتْ بَرَوْحِـهـا *** تَداعى لها في الخافقينِ عَبيــــــــــــرُ
أناشدُ مِنكِ الرُّوحَ وهي عزيـــــزةٌ *** وأخطبُ منكِ الوُدَّ وهوَ أسِيــــــــــــرُ
أقاومُ بؤسي مذ وقعتُ بِحُبِّهـــــــــا *** وغيري يبيتُ اللَّيلَ وهـوَ قريـــــــــرُ
أعلل نفسي والهمومُ كثيــــــــــــرةٌ *** وأمسحُ جرحي والنَّزيفُ غزيــــــــرُ
وتمنعُ عَنِّي الوَصْلُ وهوُ مُيَسَّــــــرٌ *** لغيري .. تَمدُّ الطَّرْفَ وهوَ حَسِيــــِرُ
ونفسي ضناها الوَجْدُ والحبُّ والأسَى *** فَيغشاها من ألم الفراق زَفِيـــــــــــــرُ
وفي الصَّدرِ أحزانٌ تَغيبُ وتَرعوي *** وفي القلبِ آلامُ الهوى وسَعِيــــــــــرُ
سأَرْقُبُ منكِ الودَّ وهو مُعَــــــــذِّبٌ *** ولكنَّ فعلَ العابثينَ يَسِيــــــــــــــــــرُ
فَكُنْتِ على جَفْوٍ تريني مـهادنـــــــا *** مع اني على ظُلمِ الحَبيب قـدِيــــــــرُ
فكم من مُحبٍّ في العذابِ مُخَلَّــــــدٌ *** وكم من وفيٍّ بالعذابِ جَديـــــــــــــرُ
فما حبنا إلا كحلمٍ قتلتِــــــــــــــــــهِ *** فجفَّت به أحواضُنا وغديـــــــــــــــرُ
فإن تُخلصي في الحُبِّ حينا فـإنَّـــهُ *** يكون كنقشٍ باهتٍ وَسُطــــــــــــــورُ
تعالِي إليَّ كي تواسي مِنْ الأسَـــى *** تعالِي أنظرينـي .. فالفـؤادُ كَسِيــــــرُ
فقد تَحْسَبِيني بالعذاب مكابــــــــراً *** فنارُ الجوى بين الضُّلوعِ تَمُـــــــــورُ
صَبَرتُ ولكنْ لم يفدني تَصَبُّـــري *** ورحْتُ وهمِّي بالضُّلوعِ كَبيـــــــــــرُ
ألا فارحمي قلباً تفطَّرَ بالأسَــــــىً *** وفي فَلَكِ العُشَّاق راحَ يَــــــــــــــدورُ
فـقَدْ فارقتْ عَينَـيَّ وهيَ كئيبـــــــــةٌ *** وغَابَتْ وَقلبي قد لظاهُ سَعيــــــــــــرُ
فإن تعذليني لا تخافي مَلامَـــــــــــةً *** فإني على ما تفعلينَ صَبُـــــــــــــورُ
رَسَائِلُ عِشقٍ لِـْلْبُغَــاثِ تَبُثُّهَـــــــــــا *** فيَهْنَــــأَ فيها خَاسِئٌ وحَقـيــــــــــــــرُ
تُجاملُ فيها الخاسئيــن لأنهـــــــــــمْ *** أَرَاذِلُ قَوْمٍ كاذبٌ وغَــــــــــــــــرورُ
وعندي الهَوى أن لا ينــالَ مَوَدَّتِــي *** خَؤونٌ فهل في الخائنين جديـــــــــرُ
ولا ألتَمِسْ للنَّفْسِ ودَّاً يُــذِلُّهَـــــــــــا *** ولنْ أنتقي خِلاًّ غَشَاهُ ثبـــــــــــــــورُ
سأبقى على السِّرِّ العَظيمِ مُحَافِظَــــاً *** وَيَرْفُضُ مثلي أن يُهان عَشيــــــــــرُ
وإن غبتِ عني في الضُّلُوعِ مُقيمَــةٌ *** لها في فؤادي بهجةٌ وحُضُــــــــــورُ
فإن كنتِ في صَخبِ الغَرامِ أسِيــرَةً *** فقومي لعيشٍ .. فالزمانُ قصيـــــــرُ
تناسي حبيبا كان يوما بحبــــــــــــهِ *** وفيا فأضناه الحبيبُ ثُبُــــــــــــــــورُ
الدكتور محمد القصاص - الأردن
************************
لم يعد في الكون صدقا...... ((36))
قصيدة
بقلم الدكتور محمد القصاص
لم يعدْ في الكون صدقا أو وفـــــاءْ *** إنِّما كَذِبٌ وزيفٌ ورِيَـــــــــــــاءْ
لا تُصَدِّقْ في الدُّنا قولَ الخــــؤون *** علَّ ما يُبديهِ مَكْراً ودَهَـــــــــــاءْ
يا إلهي كم أجدْ فيها أســــــــــــــى *** ووجدنا زعمهم فيها هُــــــــــرَاءْ
كم تعبنا في سبيل الحقِّ حتــــــــى *** قد عرفنا أن بالحقِّ شقــــــــــــاءْ
يا خليَّ القلبِ هذي قصَّتــــــــــــي *** كنتُ أحياها بأمنٍ وصَفَـــــــــــاءْ
ما فعلنا ؟ فلمَ تخذلنـــــــــــــــــــي *** ولمَ تُبدي الأسى فيمن أســــــــاءْ
صِرتَ ذا وجهينِ فيما تَدَّعِــــــــي *** رُحتَ تحياها عذابا وعنــــــــــاءْ
إكشف الأسْتار واصنعْ ما تَــــرَى *** أو تنحَّى عن ملاذِ الأتقـيـــــــــاءْ
لمَ تنساني وقد عاهدتنـــــــــــــــي *** أن يكن في الحبِّ عنوانَ الوفـــاءْ
إن ما عشناه مع آمالنــــــــــــــــا *** سنواتٍ كلُّ ما فيها هَبَــــــــــــــاءْ
فلتحاذر طبعك الباغـــــــــــي إذا *** رُمت أن تختارَ يوما أصدقــــــاءْ
وإذا شئْتَ هدوءا فاتقـــــــــــــــي *** من شِرار الخلقِ بعضَ البؤســـاءْ
يا إلهي كيف كانتْ خيبتــــــــــي *** مذ عَرَفتُ اليوم فعلَ التُّعســـــــاءْ
يُلدغُ المؤمنُ من جُحْــــــــــرٍ إذا *** أحْسَنَ الظنَّ ولكنْ بغبــــــــــــــاءْ
ما تَساوى الناسُ في أهوائهـــــمْ *** أو يكونونَ سَواءً بِسَـــــــــــــــواءْ
الشاعر الدكتور محمد القصاص - الأردن
******************************
يا جسرُ ويحك...... ((37))
قصيدة
بقلم الدكتور محمد القصاص
الخميس الأسود 25 أكتوبر 2018
يا جِسرُ ويحك قد قَصَمْتَ فــــؤادي *** أدميتَ عيني والجُفونُ صَــــوادي
أهرَقتَ دمعَ العينِ في آلامهــــــــــا *** أهرَقْتَهُ والمُفزعاتُ بــــــــــــوادي
يا بَحرُ قد أدميْتَ جُرحا نازفـــــــــا *** بين الحنايا واستبحتَ فـــــــــؤادي
حتى متى يا بحرُ تبقى صامتـــــــــا *** حتى متى والموتُ بالمرصَـــــــادِ
قل لي بصدقٍ هل تعودَ بنوبَـــــــــةٍ *** أخرى فتودي فلذَةَ الأكبَـــــــــــــادِ
رحماكَ إني ما احتملتُ تألُّمِــــــــي *** وتأمُّلِي في تلكمُ الألحَــــــــــــــــادِ
يا بحرُ هل علِموا بأنكَ ميِّــــــــــتٌ *** والموتُ طبعَكَ من سِنينَ غــوادي
تمضي الدُّهورُ ولم تزلْ بنوائـــــبٍ *** من عَهدِ لوطٍ والهمُومُ عـــــــوادي
تلكُ المصائبُ لم تزلْ بسعيرهــــــا *** بين الحنايا كالرِّماحِ حِـــــــــــــدادِ
رحماكَ قد ثَقُلَتْ عليَّ شدائِــــــــدِي *** ومصائبي بالأمسِ بتنَ شِـــــــــدادِ
تبكي المآقي بالأسى فدموعهـــــــــا *** أدمَتَ لعَمْرُكَ بالجراحِ فـــــــؤادي
إني شكوتُ مصائبي وتألُّمــــــــــي *** ومواجعي حتى فقدتُ رَشـــــــادي
هل لي سؤالٌ ما دهاكَ لتَعتـــــــدي *** فاجأْتَني حدثا بلا ميعـــــــــــــــــادِ
أعلمْتَ أنِّي قد اتيتُك غاضبـــــــــــا *** فتكسرتْ في مِعصمي أصْفـــــادي
آليتُ إلا أن أبادِلَكَ الأســــــــــــــى *** بتعاملِ الأضداد للأضــــــــــــــدادِ
أنت الذي نازلتَ أزهارا وقـــــــــد *** فاقتْ فِعَالُكَ سَطْوة الجـــــــــــــلادِ
وإذا بزهراتٍ تلاشتْ فَجْــــــــــــأةً *** كالطَّير ترجو رحمة الصَّيَّـــــــــادِ
لو كُنْتَ حيَّا ما بدتْ أجْسادَهُــــــــمْ *** إلا ضِراما أو بقايا رَمَــــــــــــــادِ
ما إنْ تعالتْ في المدى صَرَخَاتُهـمْ *** حتى اختفى في شاطئيكَ مُـــرادي
يا فلذةَ الأكبادِ باتتْ حيرتــــــــــــي *** ما بينَ دَمْعِكُمُ ودمْعِ الــــــــــوادي
فنرى السَّواحِلَ قد بكتْ شُهداءِنــــا *** ونِرى المآذنَ وُشِّحَتْ بِسَـــــــــوادِ
فإلى متى يا بحرُ تبقى هكـــــــــــذا *** أكأنَّ موجَكَ كان بالمِرصَــــــــــادِ
هل تألُ جُهدا حين تَستهـوي الأذى *** تأتي تُبَاغِتُنا بكلِّ عِنَــــــــــــــــــادِ
فأتى الرِّجالُ وقدَّموا أرواحهــــــــمْ *** وهمُ النشامى كانوا كالآســــــــــادِ
هبُّوا فكانوا للشَّجَاعَةِ مَعْلَمَــــــــــــا *** يُفدونَ بالأرْوَاحِ والأجْسَــــــــــــادِ
قل لي بربكَ هل نراك مسالمــــــــا *** حتى تواسي حرقةَ الأكبَــــــــــــادِ
إنا شكونا للإله مَصائبــــــــــــــــــا *** وفواجعاً كانتْ بلا مِيعَــــــــــــــادِ
الدكتور محمد القصاص - الأردن
************************
ذريني في الحنين.......((38))
قصيدة
بقلم الشاعر – الدكتور محمد القصاص
الثلاثاء 23 أكتوبر 2018
ذريني في الحنين فإنَّ قلبــــي *** يسافرُ نحوَ قلبِكِ للتَّصَافـــــــــــي
فإنَّ الوصْلَ شيمةَ كلِّ حُــــــرٍّ *** فقطَّعتِ التواصُلَ للتَّجافـــــــــــي
فكنتُ البحرَ يزخرُ باللآلـــــي *** وكنتِ الرَّملَ ينثرُ في ضِفافـــــي
مُريني أقطعُ الآفاقَ حبـــــــوا *** أتيه العمرَ ما بين الفيافــــــــــــي
فأصْحَبُ فيها أبناء الضواري *** ذئابا قد تؤالفُ أو تُجافـــــــــــــي
فلا أخشَ بها كلبا عقـــــــورا *** ولا الحيَّاتِ تزحفُ في السوافــي
يكونُ العقربُ المَسمومُ أوفـى *** من الخِلِّ المُزَيِّفِ ذي الخوافــــي
فلا النذلَ الحقيـرٍ به حفــــــيٌّ *** فيرميني بثالثة الأثافــــــــــــــــي
وإني لم أرَ بالبــذخِ يومـــــــا *** حياةً بل أعيشُ على الكَفَــــــــافِ
وآكلُ خبزَتي من غَيـــــرِ ذُلٍّ *** وأشْرَبُ كأسَها مُرّاَ زُّعَـــــــــافِ
أعيشُ بهذه الدُّنيا وحيــــــــدا *** وجُلُّ الصَّحبِ ما سَتروا رُعَافـي
فلا خلٌّ يواسيني صَـــــــدوقٌ *** ولا حظٌّ يلاحقني بكافِـــــــــــــي
ولا عيشٌ أكونُ بهِ رغيـــــدا *** وأيامٍ لنا سودٌ عِجَـــــــــــــــــافِ
حيينا عيشةَ الفقراء عمـــــرا *** وعشنا في المقيضِ على الجَفافِ
تنازعني الهُموم فلا تذرنــي *** فتنسيني الحُروفَ مع القوافِـــي
إلهي إن رضيتَ فلا أبالـــي *** بعيشٍ ساءَ أو خِلٍّ يُجافِــــــــــي
*************************************************
يا أنتِ .......((39))
قصيدة
بقلم الشاعر الدكتور محمد القصاص
الثلاثاء 23 أكتوبر 2018
يا أنتِ .. هاتي من غرامِكِ أودعـي *** في القلبِ حبّا لا يموتُ بأضلعـــــي
اليومَ جئتُكِ حاسرا متـمــــــــــــرِّدَا *** والشَّوقُ يهمي من محاجرِ مَدْمعــي
يا أنتِ .. أوْعدْتِ الفؤادَ بموعِــــــدٍ *** أخلفته حتى تجاوزَ مسمعــــــــــــي
أنتِ الجمالُ وأنتِ عَذبُ مـــواردي *** ظمآنُ قلبي روِّهِ وتمتَّعِــــــــــــــــي
هيا اسقني بعضَ الرُّضابِ لعلهــــا *** تُبري جراحي ساعةً وتذرُّعــــــــي
فهو المصفَّى لا يُملُّ شرابُـــــــــــهُ *** هيَّا اسقني بتمهلٍ لا تجزعــــــــــي
فأنا بشَطِّكِ قد حبسْتُ مراكبـــــــي *** أمَدَا وطيفُكِ لا يفارقُ مهجعــــــــي
أحنو لقربك والشِّفاهُ تَشوقنـــــــــي *** والثَّغرُ يُدنيني إليكِ تَشفَّعِـــــــــــــي
إنْ تمنحيني فرصَةً سأنالـهــــــــــا *** ويكُونُ في دنياكِ أزهى مربعـــــي
إني عشقتُكِ يا منايَ فهـــــــل أرى *** حلما وعِطرُكِ في مُلاءَة مَخدَعِـــي
لله درُّكِ إنْ أدرتِ لواحظـــــــــــــا *** عني وحِضْنُكِ ما يزالُ بمرتَعِـــــي
اليومَ قد آتيكِ بكلِّ مشاعِـــــــــــرِي *** ما زال طبعُكِ قاسيا أوَ تَرجِعــــــي
هذا فؤادي حين يَوقظُه الهـــــــوى *** تسري به روحي ويُوهِنُ أضلعـــي
فذري الهوان لمنْ يظلُّ مُجافيــــــا *** وخذي مكانَكِ في الهوى وتربَّعِـــي
فأنا لثَغْرِكِ قد رجعْتُ ومنيتـــــــي *** رشفَ الرُّضَابِ فقاومي وتَمَنَّعِــــي
إني اهتديْتُ إلى جوارِكِ فانظـري *** بعضَ انكساري بالهوى وتَصَدُّعـي
أرجوكِ يا دنياي لا تذري لنـــــــا *** هلا تداوي الجرحَ أم هل تمنعِـــي
فعسى يداكِ إذا لمستِ جراحَــــــهُ *** أشفيْتِ قلبي بالهوى وتَوجُّعِــــــــي
أوَ ما تعاهدنا لكي يبقى الهــــــوى *** يَرْعى القلوبَ فهل ترينيَ مُدَّعِـــي
إني رجوتك أن تُقيلَ تعَثُّـــــــــري *** يا رَبِّ واقبلْ في الدعاءِ تَضرُّعـي
الدكتور محمد القصاص - الأردن
*********************
ابتعد دعني.......((40))
قصيدة
بقلم الدكتور محمد القصاص
ابتعدْ ! دعني بأحلامي سَعيــــــــــــدا *** لا تُعاند من إذا قال عنيــــــــــــدا
لا تذرني في دروبِ التِّيهِ أمشِــــــــى *** علَّني بالتِّيهِ أثقلْتُ الوَريــــــــــــدا
خبِّرْ الأكوانَ عنَّا كيفَ صِرنـــــــــــا *** مع بقايانا أذلَّاءَ عبيــــــــــــــــــدا
إنْ تنافقْ ملَّةَ البغي ستبقــــــــــــــــى *** آمِنا في سِربِهِم تحيا سعيــــــــــدا
وإذا ما شئتَ أن تبقى مَصُونــــــــــا *** قبِّلْ الأكتافَ والكفَّ العتيــــــــــدا
وتبتَّلْ بين أيديهِمْ بِــــــــــــــــــــــذلٍّ *** كي تنالَ البِرَّ ولتبقى بليــــــــــــدا
قدِّم القُربانَ للأصْنامِ حتـــــــــــــــى *** تَتَّقِي الأهوالَ والبأسَ الشَّديـــــــدا
لا تُعاندْ من طغوا في الأرضِ كيـلا *** ترتمي في البؤسِ والذلِّ طريــــدا
وانصُرْ الباطلَ وانس كلَّ عَـــــــدلٍ *** جانبْ المعروفَ والقولَ السَّديـــدا
قَبِّلْ الأقدامَ أو تبدو خَــــــــــــــذُولا *** واطلبْ الرضوانَ كن فيه زهيــدا
واطلبْ الغُفْرانَ من قومٍ رُعَــــــاعٍ *** دنَّسُوا الأرضَ فكادَتْ أن تَميــــدا
يا سفيه القومِ قد عثتَ فَسَـــــــــــادا *** في نواحي الأرْضِ شيطانا مَريـدا
أيها القاتلُ قد يُردِيكَ سَيْـــــــــــــفٌ *** فانتقِ قبرا يُواريكَ مَديــــــــــــــدا
أيها القاتلُ كم آذيتَ خَلْقَــــــــــــــــا *** قاتلٌ في طبعه قتلا أكيــــــــــــــدا
قاتلٌ أنتَ ومَقتولٌ ولكــــــــــــــــنْ *** بعد حينٍ حتفُهُ ليس بعيـــــــــــــدا
فتنحَّى يا أخا الإجرامِ عنَّــــــــــــــا *** وانتظرْ يومَكَ والمَوْتَ الأكيــــــدا
أنتَ في جَهلٍ عظيمٍ وغبـــــــــــاءٍ *** تدَّعي الحِكْمةَ والأمْرَ الرَّشيــــــدا
جئتَ من نسْلٍ يَهوديٍّ حقيـــــــــرٍ *** يوم أن كانوا نياما ورقـــــــــــودا
تخذوا الإسلامَ للإفكِ وِجــــــــــــاءً *** وعلى أنقاضِهِ خانوا العهــــــــودا
دأبوا في ظلمهم بعضَ عُقُــــــــــودٍ *** واستمات الشعبُ قرنا أو يزيــــدا
كان من ينجو من السَّيْفِ حفيَّـــــــا *** جاء للدنيا كمن يأتي وليـــــــــــدا
كلَّ يومٍ عاشَهُ فيها سليمَـــــــــــــــاً *** مثلَ من نالَ بها عمُرَاً جديــــــــدا
قل لمنْ باتوا لصُهيونَ كلابــــــــــا *** فبنِي صُهيونَ يرْجونَ مَزيــــــــدا
تقتلونَ الناسَ ظلمَاً لم تُبالـــــــــــوا *** كنتمُ للحيفِ خُدَّاما عبيــــــــــــــدا
أمَّةَ العربِ حذارِ أن تفيقــــــــــــوا *** من يفيقُ اليوم قد يُمسي فقـيــــــدا
من يساندْ في الدُّنا أنصَارَ حَـــــــقٍّ *** أو يصاحبهم فقد يقضي شهيـــــدا
وإذا ما كنْتَ بين النَّاسِ حُــــــــــرَّاً *** قد تغادرها قتيلا أو وئيــــــــــــدا
أتراني قد تناءيتُ ابتــــــــــــــــذالا *** حتى لا أحيا بأوطاني شريـــــــدا
هاتِ كأسا من شذى الأزهــارِ روِّي *** جنَّة الأبرارِ لا تخشَ وعيـــــــــدا
وانْظِروهم إنْ دُعُوا للثأرِ يومـــــــا *** حَطَّمُوا الأصْنامَ أوْ فُلُّوا الحديـــدا
سوف يعلو صوتهم بالحقِّ يومــــــا *** لترى الظُّلامَ في البأس خلــــــودا
قد يطولَ الظُّلمُ في الأوطان حتَّـــى *** تنْزِعُوا الأصْفادَ منها والقُيـــــودا
الدكتور محمد القصاص – الأردن
تعليقات
إرسال تعليق