قصة واقعية .. بقلم .. شمس احمد

قصة واقعية
اول كتابة لي اتمنى أن تنال إعجابكم
تأشيرة دخول إلى شمس الأحلام

الساعة عند شروق تشير إلى السابعة صباحا.. استيقظت بكل حماس وبعد طول انتظار أيقظت أطفالها الثلاثة ووالدتها وأخواتها وأبناء أختها الصغار أيقظت الجميع بكل حماس ، وهي تردد اليوم موعد انطلاق رحلتنا أخيرًا سنذهب إلى شمس الأحلام وبين زلزلة صوتها وفرحة حصولها على تأشيرة دخول كتبت بعضًا من الأسماء التي تعرفها لتترك ذكرى لكل صديق أسعد قلبها ذات مرة .. ربما تستطيع أن تهديهم شيئًا قد لا يمكنهم أبدًا الحصول عليه ... هي تحاول أن تزرع الأمل في قلوبهم قد تتحقق أمنيتهم ويستطيعون الحصول على تأشيرة دخول.
وبعد طول انتظار كانت كل الأسابيع التي انتظرتها شروق لموعد رحلتها شيئًا والساعات القليلة التي تفصل بينها وبين مكان التوجه شيئًا آخر ..كان قلبها يخفق بقوة مع كل خطوة تقرب المسافة إلى ذلك المكان الرائع حتى وصلت أخيرا إلى بوابة العبور وهي تحمل بين يديها طفلتها الصغيرة التي لم تتجاوز العامين من عمرها وطفلاها اللذان لم يتجاوزوا السادسة من العمر كانا يمسكان بأطراف ثوبها...
المكان كان مزدحم بآلاف الأشخاص ، لا عجب لذلك فهي فترة عيد الفطر السعيد وبوابة العبور صغيرة تعتليها عدسات المراقبة و محاطة بجنود مدججين بالسلاح بدت ملامح التوتر تعتلي وجنة شروق ،، فهي تخاف من مشهد السلاح المركون على جانب كل جندي ، وهي تأمل العبور .. كانت آخر شخص يقف خلف عائلته. ما كان يريح قلبها أن عائلتها دخلت إلى البوابة بسلام حتى جاء دورها ، قامت بوضع تأشيرة الدخول على مكتب الفحص فجأةً سمعت صوت جندي يصرخ بكل قوة، ارتعش قلبها وما زاد الأمر سوءًا أن البوابات الضخمة قد أُسدلت وأصبح هناك موجةًّّ من الغضب وثورةً واضحةً من قبل الجنود ...توقف قلب شروق لذهولها من الموقف كانت على وشك العبور كانت ستمضي بسلام لكنها وجدت نفسها وأطفالها محتجزين مع بعض الأشخاص .. كانت في نفسها تناجي الله كانت على وشك العبور ، ماذا سيحل بأطفالها ماذا سيحدث حتى سمعت صوت إحدى المجندات تطلب منها العبور ومرافقتها إلى غرفة التفتيش وأي تفتيش ! هي لا تحمل في حقيبتها سوى البطاقة وبعض المال ، وبين يديها طفلتها وعند ثنايا اليمين واليسار يمسك طفلاها بأطراف ثوبها طلبت منها المجندة أن تدخل دون أطفالها واستنكرت كيف تترك الصغيرة هي لا تستطيع المشي وبعد حين وافقت المجندة أن تبقى الصغيرة، بحوزة شروق شريطة حسنًا أن يبقى الطفلان خارجا.
 وسط ذهول أطفالها ودموعهم اخبرتهم شروق : إياهم والبكاء ، إياهم والخوف وانهم سوف يخرجون قريبا من هذا المكان وطلبت منهم انتظارها خلف بوابة التفتيش ثم وضعت قبلة على جبين كلاهما  وهدأت من روعهم وأغلقت الباب خلفها كما طُلب منها،قلبها اقتسم نصفين نصف يخفق من خوف ونصف يخفق من قلق ، نصف داخل الغرفة ونصف خارج الغرفة عند أطفالها، على طاولة التفتيش وضعت شروق كل أغراضها وكانت تشعر بغصة كبيرة عندما كانت تعبث المجندة في أغراضها بكل استهتار حتى حان وقت تفتيش جسدها .. كانت المجندة تتحسس جسد شروق من كل ناحية وبكل الأجهزة المتاحة لدى المجندة وطفلتها أبت أن تبتعد عنها وبين بكاء طفلتها سمعت أحد أطفالها يبكي والآخر يقول له : لا تبكي أمي طلبت منا ألا نبكي .. خرجت شروق من غرفة التفتيش وحضنت أطفالها وجاءت نحو أطفالها إحدى المجندات تحاول اللعب معهم ، لكنهم بكل حقد لم يعيروها أي إهتمامٍ ..بعد ساعة من الانتظار تم الإفراج عمن تم تفتيشهم وفتحت البوابات .. أخيرًا انتفضت روح شروق من الفرح أخيرًا ستذهب إلى شمس أحلامها ..وفجأةً قبل أن تكتمل فرحتها وهي خارجة جندي آخر قام بتفتيشها ، ثم مضت ورأت والدتها وهي تنتظرها خلف البوابة وهي في قمة خوفها على شروق وأطفالها .. اتجهت نحو والدتها وأخبرتها عما حل بها وحمدت الله على الإفراج عنهم بسلام خرجت شروق ووالدتها إلى الشارع المجاور حتى أوقفها جندي آخر وأخذ يفتشها سائلًا إياها : إذا ما كان أطفالها يحملون أي لعبة بأيديهم أو في اكياسهم .. كانت حالة استنفار واضحة من قبل الجندي ، أجابته شروق : إنها لا تحمل شيئًّا.. قام بتفتيش أطفالها لكنها هدأت من روعهم بعد التفتيش ومضت إلى باص الرحلة.. أخيرًا صعدت إلى الباص أخيرًا انتهى كابوس الإنتظار ، مهلا لم ينته فبعد صعودها و جلوسها في الكرسي صعد بعض الجنود إلى الباص وأخذوا يفتشون الركاب ويدققون بهوياتهم ثم نزلوا من الباص بعد التدقيق وأغلق الباص بواباته متجها إلى شمس الأحلام.
تذكرت شروق كل ما حل بها في الماضي رأت طفولتها والخوف الذي تملك أطفالها فهي أيضا عانقت الخوف حين كان يقتحم الجنود بيت عائلتها لتفتيشه أيام الاجتياح والانتفاضة.
يا الله !! كم كان مشهد الشوارع جميلًا من نافذة الحافلة ،  إنها شوارع بلاد الشمس إنها أجمل بلاد الدنيا إنها معالم العروبة.. نعم هي كذلك أخيرًا وصلوا إلى المدينة المنتظرة ما أجمل هذا الشعور !
كأن روحهم تعانق السماء من الفرح .. شروق وقطرات دموع الفرح تنساب على وجنتيها، وهي تتجول في شوارع وأزقة شمس المدائن.. إنها القدس شمس الأحلام شمس العروبة.. شعور رائع التصاق روحك بعبق الماضي وأصالة المكان شعور رائع يجعلك ترغب بالمضي حافي القدمين لقدسية هذه الشوارع، ورغم روعة شعورها إلا أن الخيبة كانت تحاصرها فهناك كان المكان مزدحم بمن يدنسه أشخاص لا تفارق أجسادهم الأسلحة، ما هذا الرعب الذي يحيط بهم! وإن كانوا كذلك فلماذا لا يرحلون؟؟؟
 تمضي شروق باستمتاع في أزقة الشوارع القديمة، راغبة بامتلاك كل شبر منها متلهفة للوصول إلى القبة الذهبية،   أخيرا وصلت إلى بوابة ساحة المسجد الأقصى وكل خطوة كانت تخطوها نحو قبة الصخرة كانت روحها ترفرف فرحةً.. يا له من شعور رائع !!! نعم أخيرًا وصلت إلى شمس أحلامها ، وكأن قلبها يود أن يرافق ويلمس كلّ جزءٍ من هذا المكان .. خرت ساجدةًّّ من الفرح وبكت أكثر إنها قبة الصخرة هنا... كانت ذكريات الطفولة تراودها بشريط عابر مع جدتها التي كانت تصحبها في كل جمعة إلى هذا المكان هنا عانقت روحها ورقص قلبها ، لفرحة الوصول ولأنها حظيت أخيرًا بالوصول أخذت بعض الصور التذكارية لأنها تعلم أنها ان تحظى بهذه الفرصة على الدوام  وتمنت لكل قلب أسعد قلبها أن يحظى بزيارة إلى شمس الأحلام العربية ..
هنا انتهت الحكاية التي لا تنتهي هنا في القدس بدايةُ كل نهايةٍ ونهايةُ كل بدايةٍ...
بقلمي
شمس أحمد

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سلام على تلك العيون… بقلم الشاعر اسماعيل هريدي

قصيدة بعنوان شييطان الشعر**بقلم الاستاذ عماد صابوني وشارك بالردود الاساتذة ثريا العبيدي **ندى الروح**اميرة الحياة**ليلى الجلالي

قصيدة //اين انتم يا عرب ؟؟؟؟؟ااالشاعر عبد النور اوشام محمد كوبا

خبز التنور // بقلم الكاتب والشاعرمصطفى مزريب.أبوبسام جبلة.سورية

قصيدة من الزجل الروحي: بشائر النصر.** بقلم**الحسن العبد بن محمد الحياني

عتبي عليك يا زمن ...بقلم... علي حسن

اضناني الشوق ........بقلم الشاعرة فاطمة الفاهوم

چلمه.. چلمه... بقلم الشاعر...علي الخليفاوي

حوار مع العراف/// الشاعر /// السيد سعيد سالم

أُحبك ///بقلم الشاعرة///بقلم امل ابو سل