خبز التنور // بقلم الكاتب والشاعرمصطفى مزريب.أبوبسام جبلة.سورية




*   خبز التنور *
لم أجد..ولم أتذوق في حياتي أطيب وألذ من خبز التنور. ..له رائحة طيبة زكية..تغازل النفس والأنفاس لاتقاوم.
كأنه  خبز من ماوراء الطبيعة. .قل من خبز الجنة التي وعد الله بها المتقين.
         ***      ***
كان الرغيف الساخن الخارج من التو من فم التنور وجبة غذائية يشتهيها الصغير والكبير..وخاصة  (السمونة )..وتسمى عند أهل القرى عندنا  (بالكماجة )..لا أنسى نداء أبي رحمةالله عليه ونحن في إحدى القرى (في عمل )..عندما تبدأ رائحة خبز التنور تضوع في المكان والأجواء؛ -ياأم علي...   كماجة للصبي. .
ويأتي الرد  الدافئ والقوي؛-تكرم عينه...
وخلال دقائق معدودة يأتيني قرص الخبز الساخن  (الكماجة )..
وعندما أبدأ بأكله. .كنت لا أتمنى أن ينتهي. .أما طبق أقراص العجين الذي كانت تعده أمي.. كنت  أحمله إلى فرن أبي حسن...أو غيره من الأفران. .كان فيه متعة. .وفيه مشقة. .مع العلم أنا الذي كنت أحمل الكيس  وفيه بضع كيلوات من القمح إلى مطحنة حنونة  أو مطحنة حاج خير حلبي.في مدينتي جبلةالتاريخ  ..حسب همتي وأنا شاب صغير يافع. .وأرده إلى أمي طحينا رحمة الله عليها .وهي في  انتظاري بفارغ صبرها. . 
     ***    ***
كانت أجرة  الطحن بالفرنكات السورية  وكانت أجرة خبز الرغيف نصف فرنك سوري أي (قرشين ونصف القرش )..
الله. .الله على تلك الأيام. ..فيها فقر وفيها جمال دنيا. .وود...وكرم. وبساطة عيش. .كأن الواحد في ذاك الزمان 
يقول  لزوجته منشدا قول الشاعر الجواد  حاتم الطائي (قبيل الإسلام)؛ -
أياابنة عبدالله وابنة مالك 
 وياابنة ذي البردين والفرس الوردي
إذا ماصنعت الزاد فالتمسي له 
         أكيلا فإني لست آكله  وحدي 
أخا"طارقا" أو جار بيت فإنني 
     أخاف مذمات الأحاديث من بعدي 
مصطفى مزريب.أبوبسام 
     جبلة.سورية

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أمـــــاه.... بقلم الشاعر:: منذر حنا

غريب بين أقنية الجفون للشاعرة اللبنانية المبدعة ليلى زيدان صابوني

مالي أراكِ على كل الوجوه : بقلم الشاعر الذواق احمد احمد

سبق السيف العدل=.بقلم… فوقية خضر

عساك ' تبلغ الأحلاف' عني : بقلم الكاتب والشاعر مصطفى مزريب

مفاعيل الخوف بقلم الشاعر فؤاد زاديكي

**جنح الليل --2** بقلم .. رؤوف مرداس

&& البعد && بقلم الشاعر اسماعيل خشناو

//قد زرتها في كوخها// بقلم المحامي عبد الكريم الصوفي

مجموعة شعرية بقلم الأستاذة سلوى برشومي / مصر/ الأسكندرية