حوار مع العراف/// الشاعر /// السيد سعيد سالم



قال العراف ذات يوم : سأقرأ لك الطالع
ولكن كيف ؟ وقد انطفأ فى سمائك يامسكين النجم الساطع
ستظل هارب حيران تعشق السفر
تهرب من الأحزان ومن غدر البشر
وتعزف على الناى الحزين لحن قديم يرفضه الوتر
هكذا كتبت الأقدار لك الأحزان منذ الصِغر
فأنت تعيش فى زمن تاهت فيه المعالم والأوصاف
هكذا قال العراف
فقلت : لا.. ستعود الأفراح يوماً وليالى الزفاف
ويمتلأ نهر الوفاء حتى الضفاف
ويعود عصفور الحب ينشد أغنيات الغرام على شحرة الصفصاف
فصمت قليلاً العراف .. وظل يوشوش الأصداف
ثم قال : سوف تستمر وتتوالى الأحداث
فأنت تعيش فى زمن بارد الإحساس .. زمن تتعثر فيه الأنفاس
والكذب يملأ ياولدى وجوه الناس .. فقد انتهى عصر الوفاء
ومازلت تحلم بأنك تعيش طائر حر طليق فى الفضاء
دعك من أوهامك يامسكين .. فالخيال جريمة الشعراء
فقلت : لا .. لن يهزمنى البكاء ..
وسأعزف يوماً على أوتار الحنين .. لحنا يتعلم منه كل العاشقين
ولن تتوه الأحلام أبداً فى الرمال على شواطىء المحبين
فبرغم طريق الأشواك سأظل أزرع فى الأرض بذور الياسمين
وتطرح سنابل الحنان فى سطورى .. ليشبع منها كل الجائعين والمحرومين
فضحك وقال : ياولدى أمل عقيم عقيم .. أحزانك أقدار مكتوبة فوق الجبين
قلت : الحمد لله .. هو القادر على كل شىء وبه نستعين
فمرت الأيام وتقابلت معكِ يافرحة عمرى فى يوم العيد
وعاد الأمل يرقص فى طرقاتى من جديد 
فتحققت معجزة القدر بلا مواعيد .. وغادر قطار الأحزان حياتى بعيداً بعيد
فيا أعز الأحباب .. لن يمضى قطار الأفراح معكِ أبداً .. لن يودعنى الشباب
ولن يكفينى فى حبك أن أسطر ألف ديوان .. ومليون كتاب
واليوم فقط ياجميلة الأوصاف أدركت كذب العراف
وذهبت أسأل عنه الناس فقالوا : أتبحث عن سراب ؟
فقد هرب العراف قبل العتاب .
بقلمى : الشاعر السيد سعيد سالم

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أمـــــاه.... بقلم الشاعر:: منذر حنا

غريب بين أقنية الجفون للشاعرة اللبنانية المبدعة ليلى زيدان صابوني

مالي أراكِ على كل الوجوه : بقلم الشاعر الذواق احمد احمد

سبق السيف العدل=.بقلم… فوقية خضر

عساك ' تبلغ الأحلاف' عني : بقلم الكاتب والشاعر مصطفى مزريب

مفاعيل الخوف بقلم الشاعر فؤاد زاديكي

**جنح الليل --2** بقلم .. رؤوف مرداس

&& البعد && بقلم الشاعر اسماعيل خشناو

//قد زرتها في كوخها// بقلم المحامي عبد الكريم الصوفي

مجموعة شعرية بقلم الأستاذة سلوى برشومي / مصر/ الأسكندرية